اختتم مجلس خبراء القیادة اجتماعه الرسمی السابع عشر خلال دورته الرابعة، یوم الأربعاء، بإصدار بیان ختامی أشاد فیه بالمشاركة الملیونیة الحماسیة للشعب الإیرانی فی مسیرات الذكرى السنویة لانتصار الثورة الإسلامیة فی 11 شباط/فبرایر 2015، مجسدا بكل قوة واقتدار وحدته الوطنیة والانسجام بین قومیاته وفئاته ومذاهبه، مؤكدا أن هذه المشاركة الملحمیة ورغم مضی 36 عاما على انتصار الثورة الإسلامیة فی إیران، تدل على حیاة الثورة الإسلامیة ودیمومیتها، مطالبا المسؤولین بمواصلة تقدیم خدمات أفضل إلى هذا الشعب الواعی.
ودعا البیان مسؤولی الشؤون الثقافیة فی الجمهوریة الإسلامیة وخاصة وزارة الثقافة والإرشاد الإسلامی، أن یواصلوا الدقة والرقابة على المنتوجات الثقافیة وإدارة الفضاء الافتراضی، وان یسعوا لرفع مخاوف المراجع العظام ویعملوا على نشر أسلوب الحیاة الإسلامیة – الإیرانیة.
ودعا أعضاء مجلس خبراء القیادة فی بیانهم الختامی الحكومة إلى أن تضع فی أولویة برامجها تفعل الاقتصاد الوطنی وتعزیز عجلة الإنتاج والصناعة وتوفیر الاحتیاجات الیومیة للمجتمع من السلع الداخلیة وحل مشكلة البطالة من خلال تنفیذ سیاسات الاقتصاد المقاوم، كما أشادوا بإجراءات السلطة القضائیة فی محاربة الفساد الاقتصادی، مؤكدین على تقویة الأنظمة التنفیذیة والرقابیة من اجل الحد من هذه الظاهرة المشؤومة. كما دعوا المسؤولین المعنیین إلى إقرار التوازن بین الصادرات والواردات والعمل على خفض التضخم ورفع المستوى المعیشی للمواطنین.
وأهاب البیان بالمسؤولین التناسق مع وعی الشعب الإیرانی فی إحباط فتنة 2009، وان یبذلوا جهودهم فی الحفاظ على الكوادر المخلصة والوفیة لنظام الجمهوریة الإسلامیة والخدومة، وان یعتبروا الفتنة خطا احمر بالنسبة للنظام الإسلامی، داعیا إلى اتخاذ الترتیبات اللازمة لحمایة الآمرین بالمعروف والنهی عن المنكر.
وأعرب خبراء القیادة عن شكرهم لجهود الفریق الإیرانی المفاوض فی الشأن النووی، من اجل صیانة عزة إیران الإسلامیة واستقلالها، وطلبوا من الفریق النووی أن یتوخى الدقة ویتحرى معرفة العدو ویتحلى بالشفافیة والتدبیر طیلة المفاوضات إلى حین تحقیق الغایات السامیة لنظام الجمهوریة الإسلامیة المقدس وبناء على الخطوط التی رسمها قائد الثورة المعظم.
ووصف البیان الانسجام والوحدة والصحوة الإسلامیة بأنها تمثل إستراتیجیة أساسیة فی مواجهة الهجمات المتكالبة للعدو على المقدسات الإسلامیة ومساعیه لإثارة الفرقة، داعیا علماء الدین فی العالم الإسلامی وجمیع النخب وأصحاب القلم والمفكرین إلى تجنب أی عمل یثیر الفرقة، وان یسعوا للتعریف بالإسلام المحمدی الأصیل ومبادئ الدین السامیة – مثلما جاء فی رسالة قائد الثورة إلى الشباب فی أوروبا وأمیركا الشمالیة – ویفضحوا الوجه القبیح للاستكبار ومآربه الخبیثة فی إثارة التفرقة بالعالم الإسلامی وإسناد داعش وسائر الجماعات التكفیریة والمساعدة فی قتل الأبریاء بكل قسوة وترویج التخویف من الإسلام، وان یبینوا مخطط الاستعمار فی توجیه الإساءة إلى شخص النبی الأعظم (ص) والإساءة للقیم الدینیة.
وأوضح البیان أن ما یجری فی العراق وسوریا والیمن والبحرین وفلسطین ولبنان وأفغانستان وباكستان وبعض الدول الإفریقیة إنما یبین أكثر مما مضى دور أعداء الإسلام والصهیونیة العالمیة فی محاربة الإسلام، مستنكرا صمت الأوساط الدولیة المتشدقة بحقوق الإنسان أمام جرائم الحرب وقتل الأبریاء وخطر تفتیت الدول الإسلامیة من جهة ومن جهة أخرى دعم العصابات التكفیریة وخاصة ارهابیی "داعش" الإجرامیین، معلنا دعم ومواساة الشعوب المضطهدة فی هذه الدول، ومدینا بشدة الممارسات الوحشیة واللاانسانیة التی ترتكبها العصابات التكفیریة والإرهابیة وحماتها.
كما أعرب مجلس خبراء القیادة عن شكره وتقدیره للجهود الكبیرة التی تبذلها القوات المسلحة للجیش والحرس الثوری فی تصنیع المعدات الدفاعیة وإجراء مناورات الرسول الأعظم من قبل حرس الثورة الإسلامیة، ما یشیر إلى اقتدار الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة وعزتها.
وفی الختام حیا أعضاء مجلس خبراء القیادة ذكرى الإمام الخمینی الراحل (رض) والشهداء والمضحین وعوائل الشهداء معلنین دعمهم القاطع للمواقف الواعیة لقائد الثورة المعظم فی القضایا الداخلیة والدولیة، متمنین لسماحته طول العمر والتوفیق والعزة والتقدم الشامل لإیران الإسلامی فی مختلف المیادین العلمیة والثقافیة والاقتصادیة والسیاسیة.
المصدر: وكالة أنباء فارس
مطالب مشابه