پنج شنبه 9 فروردین 1403

14 August 2023

مفكرون وخبراء مصريون: التقريب بين المذاهب يقضي على الارهاب والتكفير

نظم السيد الطاهر الهاشمي عضو المجمع العالمي لأهل البيت عليهم السلام، ندوة مهمة بعنوان “الوحدة والتقريب بين المذاهب الإسلامية هو السبيل الوحيد لمناهضة الإرهاب”، ناقشت التقريب بين المذاهب لمنع التناحر بين المسلمين والفتاوى المتشددة.


 أدار ندوة “الوحدة والتقريب بين المذاهب الإسلامية هو السبيل الوحيد لمناهضة الإرهاب” ،الدكتور أشرف الزريقي وكيل المشيخة العامة للطرق الصوفية، وحضرها السيد الطاهر الهاشمي عضو المجمع العالمي لأهل البيت عليهم السلام، والدكتور أحمد كريمة الأستاذ بجامعة الأزهر الشريف، والشيخ حسن الجنايني مدير عام الوعظ بالأزهر الشريف وماجستير في العقيدة الإسلامية.

وأكد الشيخ حسن الجنايني، أن التقريب بين المذاهب، هو فرض عين على كل مسلم ومسلمة، والعمل على ذلك يجمع شمل الأمة، مؤكدًا أنه جاءته تهديدات حتى لا يستمر في ذلك الملف، ولكنه مصمم على الاستمرار فيه، مشيرًا إلى أن البعد عن الاعتصام بحبل الله واتباع آل بيت رسول الله “صل الله عليه وعلى آله وسلم”، هو سبب التشدد الحالي وخروج تنظيمات تكفيرية مثل داعش وخلافه، خصوصًا وأن المسلمين تركوا الأخد بعترة النبي “صل الله عليه وسلم” قدوة وأسوة حسنة، رغم أنها حبل الله المدود بين السماء والأرض، وأن داعش الآن تقضي على المسلمين بالمسلمين، وأن أقوال الرسول يستخدمونها بشكل خاطئ، لافتًا إلى أن الرحمة لا تهبط على المختلفين لأن الاختلاف عذاب ودمار وهلاك.

وأضاف أنه عندما نشب خلاف بين الأوس والخزرج بسبب يهودي أوقع الفتنة بينهما وكادا يقتتلان خرج رسول الله إليهم وقال: “أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم”، واعتبر الرسول أن الفتنة ربما تؤدي إلى القتل والدمار وأن الله أنزل كلامه في سورة آل عمران: ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ”.

وأكد الدكتور أحمد كريمة أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر، أن الحديث في الإخاء الإيماني والمؤاخاة حديث عذب يقدم القدوة الطيبة والأسوة الحسنة المأخوذة من مواقف سيد الخلق رسول الله “صل الله عليه وسلم”، والذي كان أول ما فعله عندما هاجر إلى المدينة هو المؤاخاة لإقامة مجتمع يقوم على أساس من الرحمة والتعاطف فتآخى مع سيدنا علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، وآخى بين المهاجرين والأنصار وآخى بين جميع القوميات مثل مارية القبطية وسلمان الفارسي وصهيب الرومي وبلال الحبشي، وعاشوا جميعًا في مجتمع واحد، وأن الله قد جمع بين الرسول ومارية القبطية التي أطلق عليها الاسم لأنها من مصر المعروفة في ذلك الزمان باسم “قبط” وليس الديانة كما هو متداول حاليًا، لكي يظل المصريين أصل العرب، خصوصًا وأنه أنجب منها سيدنا إبراهيم، كما كانت هاجر المصرية هي زوجة إبراهيم وأم اسماعيل عليهما السلام أبو العرب العاربة، وأول نقطة في أنساب العرب.

وأكد أن الأمة الإسلامية أيضًا في وضعها الحالي لا تشرف الإسلام وتشكل عبئًا على الرسول والمسلمين، وأن الرسول عندما أسس مجتمع المدينة حقق المواطنة قبل أن تقوم بذلك منظمات المجتمع المدني وحقوق الإنسان وجعل له ضمانات بدستور من 54 مادة تضمن للمواطن حرية الاعتقاد والتملك والتحرك، مؤكدًا أن “الإسلام قضية عادلة بيد محامي فاشل” لأننا فشلنا في تقديم الجواهر للعالم وقد حذر الله من تلك العوادي فقال في سورة الأنعام : “إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعًا لست منهم في شيء”، و”أقيموا الدين ولا تفرقوا فيه” في سورة الشورى، كما حذر الرسول من الدعوة للعصبية في الإسلام.

وشدد كريمة على أنه ينتسب إلى الإسلام ولا ينتسب إلى عصبية في الدين، خصوصًا وأن المذهبية العلمية انقلبت إلى مذهبية طائفية، فيجب أن نتعاون فيما اتفقنا فيه، ونعذر إخواننا فيما اختلفنا فيه، والتاريخ يعيد نفسه حيث أن التقاتل وجد في الإسلام عندما أساء ذو الخويصرة التميمي الأدب مع رسول الله وقال له: “إعدل يا محمد في تقسيم الغنائم، فقال: ويحك ومن يعدل إذا لم يعدل محمج أأمنني الله على خبر السماء ولا تأمنوني سيخرج من عقبي هذا أقوام أحداث الأسنان سفهاء الأحلام يقولون قول خير البرية يقرأون القرآن لا يجاوز تراقيهم “حناجرهم” يحقر أحدكم صلاته في صلاتهم وصيامه في صيامهم يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان – وفي رواية يطلقون اللحى وثيابهم في أنصاف سوقهم- هم شرار الخلق والخليقة”، مشيرًا إلى أن الرسول تنبأ بذلك مشيرًا إلى نجد وما وراءها وقال : “الفتنة ها هنا من نجد حيث يخرج قرن الشيطان”.

ووصف كريمة إياهم ببلطجية أوروبا والعرب في إشارة إلى داعش، مؤكدًا أن هناك أغبياء من المسلمين لا يحسنون ترتيب البضاعة وتسويق الإسلام وترويجه لكي ينتشر، مشيرًا إلى أن أحد الأشخاص كان يريد أن يدخل الإسلام فقالوا له بضرورة إجراء عملية الختان، وعندما رفض الدخول في الإسلام لهذا السبب قالوا له سنقطع رقبتك، وهناك من المتشددين من يكره البنطلونات وخلع الجلباب وارتداء القميص وسائر الملابس، مشيرًا إلى أن اليهود قد نجحوا في إلهاء الناس بالحديث عن الأضرحة والمراقد، وتركوا المسجد الأقصى ومشروع تقسيم الوطن العربي من جديد.

وحذر أحمد كريمة من أن الرسول قال: “لا يوجد دينان يجتمعان في شبه الجزيرة العربية”، وأنه طالب بإخراجهم من بلاد العرب، مشيرًا إلى أنه الآن قطر أنشأت قاعدة عسكرية أمريكية لتهديد إيران وأفغانستان، ومنها ضربت العراق وتسببت في رعب للفلسطينيين، مطالبًا أهل السنة بتوقير أهل البيت وطالب أهل الشيعة بتوقير الصحابة، وألا يكون هناك تعصب لأن آل البيت تحملوا الظلم والضيم، ولم يدعون على أحد من المسلمين، وقال إن سيدنا الحسين سيد شباب أهل الجنة تعرض للنحر والقتل، مؤكدًا أنه عندما يزور أحد أضرحة آل البيت يقف خجلا ويقول لهم: “عذرًا ضاع حقكم تعيشون في القبور والحكام يعيشون في القصور”.

وأبدى تعجبه من أن الأمة التي تنتفض من أجل رسومات فرنسية ودنماركية، تترك آل بيت الرسول يهانون من مشايخ الوهابية ويكفرون السيدة آمنة أم الرسول وسيدنا عبدالله والد الرسول، مشيرًا إلى أن قبر السيدة أمنة يوضع عليه النفط الآن، ويقولون: “إن أبي وأبيك في النار” وهو حديث موضوع، مؤكدًا أن سيدنا عبدالله بن عبدالمطلب والسيدة أمنة لم يعاصرا الرسول عندما جاءته الرسالة، ولم يشهدا الإسلام المحمدي ولكنهما كانا على الإسلام الإبراهيمي الحنيف، مشيرًا إلى أنهما ليسا كافران بدليل أن الرسول وقف على قبر أمه الشريفة كاستثناء من أمر الله بعدم الوقوف على قبور الكفار وهو ما يدل على أن أمنة بنت وهب لم تكن كافرة.

وقال كريمة إن أم الرسول رأت رؤية في المنام أن نورًا يخرج من بطنها أضاء قصور الشام هو ما يدل على عدم كفرها أيضًا، وأن اليهود يقدسون أم موسى عليه السلام ونحن معهم، والنصارى يقدسون أم المسيح ونحن معهم أيضًا، في حين أن الوهابيون يكفرون السيدة أمنة أم سيد الخلق، مؤكدًا أنه لا فائدة من الحديث عمن الأحق بالخلافة علي بن أبي طالب أم معاوية بن أبي سفيان، وأن ذلك أمر قد انتهى، وأنه من الواجب علينا الحديث عن كيفية التعامل مع نيتينياهو وأوباما وإلا سنستيقط في يوم نجد قوات المارينز الأمريكية في بيوتنا.

ولفت كريمة إلى أن الوهابيون يدعون لكتاب الله، وليسوا منهم في شيء، ويتحدثون عن جهاد النكاح والدواعش، مطالبًا بإيقاف التصدير المذهبي والتطرف الديني لإعادة الوسطية إلى الإسلام، وأن البعض لا يخشعون في الصلاة ويهتمون بالمظهر على حساب الجوهر.

وأكد أن التقريب بين المذاهب أصبح فريضة ولكنه يجب أن يكون على أسس، مستنكرًا على الدول العربية اتهام إيران بالسعي إلى المد الشيعي بالدول السنية والتقاء الأمراء والملوك والرؤساء العرب في الوقت نفسه مع أحبار اليهود ورهبان الكنائس المسيحية، مشيرًا إلى أن إيران لم تسع إلى تشييع 25 مليون كردي وسني في العراق وجنوب غرب إيران، وأن كل المذاهب بها أخطاء لأنه نتاج بشري وفهم للنص القرآني والنبوي، وهو عرضة للصواب والخطأ، مضيفًا أنه عندما واجه السلفية والإخوان في كتبه أحرقوا سيارته وهددوه بالقتل والحرق مما جعل الأمن يضع منزله تحت حراسة الشرطة، لأنه تعرض للحرق أكثر من مرة، وأنه على شفا القبر ولن يحيد إلى طرف على حساب طرف أو يغلب أي مصلحة على المصلحة العامة، متمنيًا أن يضع السني والشيعي والإيباضي أيديهم في أيدي بعض.

 
نهاية الخبر - وکالة رسا للانباء