وفی الموضوع البحرینی، شدد السید نصر الله على أنه لا یحق لمن یتدخل فی سوریا عسكریاً وسیاسیاً أن ینتقد موقفنا السلمی بشأن الحراك فی البحرین، مجدداً إنتقاد "حكومة البحرین العمیاء والصماء فیما خصّ الدعوات إلى الحوار مع المعارضة"، واصفاً إیاها بأنها "خائفة من كل كلام حق".
وفی الموضوع الداخلی، دعا الأمین العام لحزب الله إلى معاودة الجهد الداخلی الوطنی لحل مسألة الرئاسة وعدم إنتظار المتغیرات فی المنطقة، مجدداً دعم الحكومة لأنه لا خیار غیر ذلك إلا الفراغ. وشجّع أی حوار بین أی مكونات سیاسیة لبنانیة لأن ذلك أفضل السبل المتاحة أمامنا"، مؤكداً "مواصلة الحوار مع تیار المستقبل وقد أدى إلى نتائج إیجابیة ضمن التوقعات".
وأعرب السید نصرالله عن تأییده الدعوة إلى وضع استراتیجیة وطنیة لمكافحة الإرهاب، وطالب الدولة والشعب بحزم أمرهما بشأن مواجهة "داعش" الموجود الممتد من لیبیا إلى جرود عرسال.
وأثنى السید نصرالله على الخطة الأمنیة فی البقاع والشمال ودعا إلى تفعیلها ومواصلتها، مشیراً إلى أنه یجب أن تواكبها خطة إنمائیة وحلّ لمشكلة عشرات المطلوبین.
ورأى السید نصرالله فی كلمة له عبر شاشة فی إحتفال نظمه حزب الله إحیاءً لذكرى الشهداء القادة (الشیخ راغب حرب، السید عباس الموسوی والحاج عماد مغنیة) فی مجمع سید الشهداء "ع" فی الضاحیة الجنوبیة لبیروت، رأى السید نصرالله أن القادة الشهداء كانوا من أبرز عناوین المقاومة وقادتها ونحن نحتاج أن نرجع إلیهم كقدوة واسوة لنا ونحتاج ان نتعلم منهم الزهد عندما تقدم الدنیا علینا بجاهها ومالها وترفها ونتعلم منهم الذل عندما نصبح اغنیاء ونتعلم منهم الشجاعة عندما نواجه الاعاصیر ونتعلم الحكمة عندما نواجه الفتن.
وقال السید نصر الله إنه ومنذ 33 عاماً والى الیوم تقدم جیل من الشباب من علماء ومجاهدین ورجال ونساء وحملوا المسؤولیة ومنهم من استشهد ومنهم من كان له باع طویل فی میادین الجهاد وتحمل الجراح وتوفاهم الله ومنهم الحاج مصطفى شحادة ومنهم من جرح ومازال یكابد جراحه ومنهم ما زال یواصل الطریق ویحمل دمه على كفه.
واعتبر سماحته أن دماء الشهید جهاد مغنیة واخوانه أحیت بقوة ذكرى شهادة الحاج عماد مغنیة واعادت هذا القائد الفض والتاریخی الى صدارة الاحداث من جدید واكدت ان فكره ما زال الاعلى.
وفی موضوع الخطة الأمنیة فی البقاع، دعا السید نصرالله إلى تواصلها وتفعیلها، فمنطقة البقاع عانت من اللصوص والمجرمین ومن الذین یخطفون الناس ونأمل أن تكون هذه المرحلة قد انتهت. ونحن نجدد تأییدنا لهذه الخطة الأمنیة ویجب جمیعا ان ندعم ونساند ونقف وراء الجیش والقوى الأمینة، وأضاف أنه إلى جانب الخطة الأمنیة فی البقاع نحن نحتاج إلى أمرین: الخطة الانمائیة للبقاع إلى جانب الخطة الأمنیة خصوصا بعلبك والهرمل وعكار ایضا، الأمر الثانی حل مشكلة عشرات الآلاف من المطلوبین باستنابات قضائیة تافهة ولأسباب بسیطة جدا.
ولفت السید نصرالله إلى أنه الیوم على السلسلة الشرقیة فی الجهة المقابلة هناك "داعش" و"النصرة"، وعندما یذوب الثلج هناك استحقاق وعلى الدولة ان تحزم أمرها كیف ستتعامل مع هذا الخطر الموجود على التلال والجبال، هذا الأمر یحتاج إلى قرار ویجب ان نجدد التحیة لضباط الجیش اللبنانی والقوى الأمینة ورجال المقاومة.
وفی شأن العلاقة مع التیار الوطنی الحر، دعا السید نصرالله إلى تعمیق العلاقة بین الحزب الله و"التیار" وعقد تفاهمات مشابهة على مستوى الوطن، مشیراً إلى أن أهمیة هذا التفاهم مع التیار تتكشف تباعا.
أما بالنسبة للاستحقاق الرئاسی، حث سماحته على معاودة الجهد الداخلی، وتوجه لكل الحریصین على منع الفراغ بالقول: "لا تنتظروا المتغیرات فی المنطقة والخارج، لأن المنطقة متجهة إلى مزید من المواجهات والازمات. لنعاود الجهد الداخلی لانهاء هذه المسألة".
وفی الموضوع الحكومی شدد السید نصر الله على أن حزب الله مع دعم الحكومة ومواصلة عملها لأن البدیل عنها هو الفراغ ولا أعتقد ان أحدا یناسبه هذا البدیل، موضحا أنه فی موضوع آلیة اتخاذ القرار سنتعاطى بإیجابیة معه وندعو جمیع الفرقاء للتعامل معها بإیجابیة أیضاً.
وأكد السید نصرالله أن الحزب سیواصل الحوار مع تیار المستقبل الذی أنتج بعض الأمور الإیجابیة التی كانت ضمن توقعاتنا ونأمل ان نتوصل إلى نهایة إیجابیة. كما نجدد تشجیعنا وتأییدنا لأی حوار بین المكونات اللبنانیة كافة.
واشار السید نصرالله إلى أنه "ومنذ عقود من الزمن إلى الیوم هناك منطقین فی لبنان منطق یقول أننا نرید لبنان بمعزل عن أحداث المنطقة والنأی بالنفس عن كل ما یجری فی المنطقة، هذا كلام جمیل ، لكن هذا غیر واقعی لا یمكن ان نقول ان لبنان لا یتأثر بما یحصل فی المنطقة ، لا یمكن لان نقول اننا لا نرید ان نتأثر بانعكاسات أحداث المنطقة. بالعكس الیوم لبنان متأثر بما یجری فی المنطقة أكثر من أی وقت مضى. مصیر سوریا ولبنان والعراق والاردن وغیرها من البلدان یصنع فی المنطقة. من یغیب عن مصیر المنطقة یقول للآخرین اصنعوا مصیرنا نحن لا نستطیع ان نفعل شیئا. مصیر العالم الیوم یصنع فی المنطقة، هناك مصیر شعبنا وبلدنا وكراماتنا ومستقبل أجیالنا".
وحول مواقف حزب الله الأخیرة من الحكومة البحرینیة، قال الأمین العام لحزب الله سماحة السید حسن نصرالله إن "من ینتقد موقفنا ویعتبر انه یسیء إلى علاقات لبنان مع دولة شقیقة، علیه عدم التدخل فی سیاسة بلد آخر ولا سیما سوریا. موقفنا من البحرین یجب ان یشكره كل حریص على بلد عربی ولا یحق لمن یتدخل فی سوریا عسكریا وسیاسیا أن ینتقد موقفنا السلمی بشأن الحراك فی البحرین".
وعن وضع المنطقة، أضاف السید نصرالله أنه "فی السابق قلنا ان تهدید التیار التكفیری لیس تهدید لبعض الأنظمة بل لكل البلاد وكل الشعوب بل هذا تهدید للاسلام كدین ورسالة. كل الوقائع التی حصلت تؤكد هذا الفهم. الیوم كل العالم سلّم أن هذا التیار التكفیری "داعش" یشكل تهدیدا للعالم والمنطقة، فقط (اسرائیل) لا تعتبره خطرا وتهدیدا".
وأضاف السید نصرالله: "سمعت الیوم ان أبو بكر البغدادی عین أمیرا لمكة إذا فهدف داعش هی مكة ولیس بیت المقدس. وفتشوا عن الموساد الاسرائیلی والمخابرات الأمیركیة والبریطانیة فی أهداف داعش".
وتابع: "أمام هذا الواقع الذی لیس فیه تضخیم، ندعو شعوب وحكومات المنطقة إلى العمل سویة لمواجهة هذا الخطر الارهابی وجمیعنا قادرون على الحاق الضرر به ومن یقف ورائه. أی سلوك یبادر إلیه انسان مسلم یدعی الاسلام إذا كان یتناقض مع الفكرة الانسانیة لا یمكن ان یكون أبدا مسلما".
وشدد السید نصرالله على أنه "یجب اعتبار المواجهة الفكریة والسیاسیة والمیدانیة ضد الارهاب دفاعا عن الاسلام. وأنا أقول لكم أننا نعتبر أنفسنا ندافع عن الاسلام بكامله. كل المسلمین مدعوون إلى ان یدافعوا عن دینهم. وأبشع تشویع فی تاریخ البشریة لدینٍ فی العالم هو ما تفعله داعش".
مطالب مشابه