وأشار فی خطبة الجمعة إلى أنّ مؤشّراتُ غیاب الرُشد السّیاسیّ، تتمثّل فی المكابرةُ وعَدم الاعترافِ بالفشلِ السّیاسیّ، والتَتباهی بالنجاحاتِ والإنجازاتِ السّیاسیّة رُغم كُلِّ المآزق التی تُحاصرُ أوضاعَها، وتُرهقُ شُعوبها، مضیفًا بأنّ الأنظمةُ التی تَملكُ رُشْدًا سیاسیًا لا تُنتج أزماتٍ، ولا تَسمح للأزماتِ أنْ تَتشكّل، وإذا حدثت هذه الأزماتُ بفعل أسبابٍ استثنائیة، سارعت هذه الأنظمة إلى مُحاصرتها، وعَملتْ جادّةً وصادقةً لِكی تُعالجها وتَنهی وجودَها.
وأكّد الغریفیّ، أنّ أحد مؤشّرات غیاب الرُشد السّیاسیّ هی الخشیةُ مِن حراكاتِ الشعوب، مهما كانت نزاهتُهُ، وعقلانیتُهُ، ورشدُهُ، وسلمیتُهُ، واعتدالُهُ، ممّا یدفعُها إلى مواجهتِهِ، ومحاصرتِهِ، واتهامِهِ، وإنهائِهِ.
واستنكر سیاسة الخلط بین هذه الأنماط من الحَرَاكَات المُتطرّفة، والحَرَاكَاتِ السلمیة ، والتی تُمثّل إرادات الشعوب وطموحاتِها المشروعة، مشیرا انه خلطٌ مَشبوهٌ، یَهدفُ إلى التَشویش والتشویه، ومُحاصرة الحُقوق والحرّیات.
ولفت إلى أنّ الحراكات الشعبیّة السلمیّة تصنع قوى فاعلة تُساهمُ فی بِناء البُلدانِ، وحمایةِ أمنِ الأوطانِ، والدّفاعِ عن كرامة الشعوب، وتتحوّل القوى السّیاسیة الشّعبیةُ الفاعلةُ إلى مكوّنات ناجحة فی صنع الواقع السّیاسی، وفی شراكةٍ جادّةٍ مع أنظمة الحكم، بعیدًا عن هیمنة الهواجسِ المُرعبة المُتبادلة.
المصدر : شفقنا
مطالب مشابه