جمعه 31 فروردین 1403

14 August 2023

الشباب الإیرانیین و الأربعین الحسین(ع)؛ من خدمة الزوار فی المواکب حتى توزیع الصور والملصقات حول فلسطین و غزة

أکبر تجمع بشری و دینی بعد شعائر الحج؛ هذا ما قالوه فی وصف المسیرات العظیمة باتجاه کربلاء الحسین(ع) فی یوم الأربعین؛ ..


الیوم الذی یستقبل فیه العراق الناس الأحرار من کافة أنحاء الدنیا لیقوموا بتکریم منزلة الإمام الحسین(ع) بطریقة تضرب بها الأمثال. إن هذا الإستعراض البشری و الدینی لا یختص بالشیعة فقط. یمکن مشاهدة أهل السنة أیضاً فی کافة لطرق المؤدیة إلى کربلاء یسیرون حفاة نحو کربلاء.
کذلک لیس کل الموجودین فی هذا التجمع خم من المسلمین . فبعض المسیحیین یشارکون فیه أیضاً. فقد انتشرت فی وسائل الإعلام العام الماضی صورة مشارکة قسیسین قد سارا عدة مرات من النجف حتى کربلاء . فقد قالا أن الحسین(ع) لا یختص بالشیعة فقط بل هو مختص بکافة أحرار العالم.
أما فی إیران فإن الحماسة للمشارکة فی المسیر العظیم من النجف حتى کربلاء قد ازدادت بشکل کبیر خلال السنوات الأخیرة لدرجة أن الحکومة الآن تفکر فی إیجاد آلیة معینة لتتمکن من تنظیم الجموع الغفیرة التی ترید عبور حدود الدخول إلى العراق بشکل صحیح. کما أن المشاورات فی هذا الخصوص قد تمت بین السفیر الإیرانی فی بغداد و مسؤولی منظمة الحج و الزیارة الإیرانیة مع المسؤولین العراقیین. لکن بالرغم من کل هذه الإجراءات فإن بعض الفوضى و عدم التنسیق تشاهد على الحدود فی النقاط الحدودیة مع العراق بسبب المشارکة الواسعة للإیرانیین.
فی هذا السیاق فإن للإیرانیین مشارکة و حماسة لا مثیل لها. حاولت بعض المجموعات التوثیقیة أن تعد أفلاماً وثائقیة عن هذه المسیرات لیکون لها دور قی نقل مشاعر المشارکین و عظمة تلک الظاهرة الدینیة الکبیرة. کما أن التلفزیون الإیرانی هذه الأیام إضفة إلى نشره بشکل مباشر لصور عن هذه المسیرات، فقد قام ببث بعض الأفلام الوثائقیة التی قام بإعدادها الشباب الإیرانیین خلال السنوات الماضیة.
لکن البعض الإیرانیین المشارکین بشکل حماسی کبیر قد قاموا بتحضیر مواد غذائیة لیوصلوا تلک المواد الغذائیة إلى الأخوة العراقیین من خلال تنسیقات مسبقة لیتم تقدیمها کضیافة للزائرین الحسینیین فی الطرق المؤدیة إلى کربلاء. أما البعض الآخر من الشباب فقد أعدوا أنفسهم لیقوموا بخدمة الزائرین فی المواکب الإیرانیة هذا العام. یقول "جواد" و هو شاب إیرانی یبلغ من العمر 29 عام: «فی اللیلة الماضیة اوجه بعض الشباب إلى العراق و برفقتهم بعض أکیاس الأرز و الحبوب و الزیت لینظموا موکباً. کما من المفترض أن یذهب عدة أشخاص آخرین لمساعدتهم».
إن محبة الحسین(ع) تظهر للعالم کل عام أکثر من العام الذی سبقه، کما أن هذه المحبة لا تأثر بداعش و لو أدنى تأثیر.
إن الظروف الأمنیة فی العراق لم تکن جیدة خلال الأشهر الأخیرة إلا أن الأربعین الحسینی هذا العام سیقام بمراسم مهیبة أکثر من أی عام. فکلما کان الخطر أکبر کلما ظهر الأحرار بشکل أکبر.
یحاول "صالح" و هو شاب إیرانی لم یتجاوز 22 عام أن یرافق صدیقه فی رحلته إلى کربلاء، حیث قال له أن زیارة الحسین(ع) فی ظروف أصعب لها ثواب أکبر. فعدم الأمن الموجود فی العراق هذه الأیام هو من بین تلک المصاعب و لا یتوقع أن تتحسن ظروف العراق الأمنیة بشکل نسبی حالیاً.
کما یحاول فریق من طلاب جامعة "صنعتی شریف" و هی من أهم جامعات إیران المشهورة أن یستفید من فرصة الأربعین و أن یقیموا علاقات أوثق مع الشباب العراقیین.
فقد قاموا بطباعة صور علماء الدین المشهورین مثل الإمام الخمینی و آیة الله الخامنئی و آیة الله السیستانی، آیة الله الشهید محمد باقر الصدر، آیة الله الشهید محمد صادق الصدر و السید حسن نصرالله لیقدموها هدیة للشباب العراقیین و من بین تلک الملصقات الشباب نشاهد صوراً حول فلسطین و غزة.
بقی عدة أیام لیبلغ استعراض الإنسانیة و العشق و الأخلاق لیبلغ لأعلى وجوهه ودرجاته. فهل ستقوم وسائل الإعلام الغربیة التی تسابقت لنشر صور التطبیر التی یقوم بها بعض الشیعة لإظهار أن مذهب الشیعة هو مذهب العنف، هل ستکون مستعدة لنقل المسیرة العظیمة لزائری الإمام الحسین(ع).
المصدر: قدس أونلاین