جمعه 10 فروردین 1403

14 August 2023

لنتجاوز الحوار الرسمي نحو الحوار الأهلي/ لا وجه للخوف من تصدير الثورة والتشيع

أنا قرأت كثيرا من الفكر الوهابي خصوصا في مصر والخوف من الإيرانيين في الوصول إلى مصر هو خوف من التشيع، لكن ما الضير في هذا؟ البحث العلمي موجود وكل يبحث عن الحق ومتى ما وجد الحق فليتبعه.


استضافت إيران قبل أيام مؤتمر الحوار الثقافي بين إيران والدول العربية بمشاركة ضيوف من مختلف الدول العربية. وفي هامش هذا المؤتمر عقدت ندوة علمية بحضور النخب الثقافية والفكريه من إيران والدول العربية في مركز المصطفى للدراسات (التابع لجامعة المصطفی (ص) العالمية) في مدينة قم المقدسة أدارها الدکتور محمدعلي‌ میرزائي وقد ناقش المشاركون في هذه الندوة السبل والحلول العملية لتنشيط العلاقات بين إيران والدول العربية. وتعمد وكالة أنباء الحوزة إلى نشر المداخلات والمناقشات المطروحة في هذه الندوة في حلقات.

لنتجاوز الحوار الرسمي نحو الحوار الأهلي

أكد الدكتور فوزي العلوي الأستاذ في جامعة الزيتونة في تونس و رئيس مركز مسارات للدراسات في العلوم الإنسانية والفلسفة خلال مداخلته في الندوة قائلا: إن هذا الإجتماع هو اجتماع فكري ثقافي أكاديمي و أنا أريد أن أتحدث بمنطلق أننا ضمن الدائرة المثقفة بحيث نمثل القدوة وبالتالي علينا استمداد وتوطين مفاهيمنا ضمن هذه الأرضية وهذا الفضاء وبالتالي علينا توضيح بعض النظريات التي من شأنها أن تساعدنا على التحليل.

وأضاف العلوي أنه يجب أن نتجاوز الغرائزية الشائعة المتمثلة في قتل الإنسان وبالتالي استحضار اللاعقل واللامنطق والدخول في عناوين المغالطة الطائفية من خلال الانتصار للمذهب دون الدين ومن خلال شيطنة الآخر والبديل هو التعقل وأنا لا أفضل العقل بقدر ما أفضل التعقل وبالتالي نحن لا نريد تنظيرا رغم أن اختصاصي هو الفلسفة، بل نريد حكمة عملية وهذه الحكمة في تقديري تسند إلي ثلاثيّ التوحيد والتعقل والتخلق والتوحيد هو المحقق للوحدة الحقيقية على المستوى المعرفي والحضاري والوجودي بمختلف تلويناته ونحن هنا لا نتحدث عن السياق الإيراني العربي بل السياق التوحيدي ولذلك علينا أن نحدد أيضا ما هو مقصودنا من العرب؟ في الحقيقة لا نشير إلى الأعراب البائدة الموجودة اليوم ولا نشير إلى العربان ولا نشير إلى الفكر البدوي الرجعي المتخلف. نحن نستحضر فكرا عربيا استقلاليا وطنيا يعبر عن الكرامة والوطنية والشعوب ولا يعبر عن الأنظمة الوظيفية ولا يعبر عن منطق الإغتراب.

وتابع الأستاذ في جامعة الزيتونة قائلا: ضمن هذه المرجعية نفهم مفهوم الأمة الوسط و الأمة الشاهدة لا الأمة الشهيدة التي هي ضحية لهذه الغرائزية وإذن حتى نكون شهداء على الناس وعلى العالمين وعلى أنفسنا أيضا لابد أن نستحضر شركاءنا الذين هم مغيبون الآن في هذه الندوة. أين شركاءنا من أفريقيا ولاسيما أن أفريقيا من أكبر المناصرين للعرب وللمسلمين وأنا أعتقد أن في الحلقات والندوات القادمة علينا احضار شركاءنا في أفريقيا.

وفي نهاية كلمته قال العلوي: الأمر الآخر الذي أريد أن أشير إليه في أشكال الحوار هو: ما هي أشكال الحوار؟ في الحقيقة يجب علينا تجاوز الحوار الرسمي نحو الحوار الأهلي ولاسيما أن المجتمع المدني قادر على صناعة الرأي والقرارات و أريد هنا أن أذكر تونس حين قام المجتمع المدني كله لرفض اعتبار حزب الله منظمة ارهابية وكذلك الحوار المدني الذي يقوم به المجتمع المدني هو عابر لكل قسمة ولكل توظيف.

لا وجه للخوف من تصدير الثورة والتشيع

قال الدكتور عبدالله العبري عميد كلية الحقوق في جامعة نزوي في سلطنة عمان: أنا لا أريد التنظير في هذا الحوار الثقافي لكنني لست متشائما بل متفائل بأن هذا الحوار الإيراني العربي سوف يحقق ثماره باخلاص القائمين عليه والمخلصين من النخبة العربية المتواجدة التي سوف تأتي مستقبلا وهذه النخبة من علماء الشريعة والمثقفين و الفنانين.

وتابع العبري: أولا كان يوجد بين البلاد العربية والجمهورية الإسلامية الإيرانية مجمع للتقريب و هذا المجمع كان يقدم دورا كبيرا وكان كثير من علماء الأزهر أعضاء فيه كالشيخ شلتوت الذي بدأ هذه الرحلة وله فتاوى في الوحدة الإسلامية. أين مجمع التقريب الآن و دوره؟ ربما السياسة هي التي اخترقته والتي أبادته و نتمنى إحياء هذا المجمع أكثر مما هو الآن لأننا نعاني فعلا من الخلاف المذهبي وهناك حملات مغرضة على هذه الأمة لتفريقها و صحيح أن البعض يخشون من تصدير الثورة الإسلامية الإيرانية إلى البلاد العربية، لكن كما أشار الشيخ زماني تصدير الثورة تصدير ثقافي و لا مشكلة في هذا الأمر أبدا فليصدر كل إنسان منتجه الديني والأدبي والنفي وأي شيء آخر وهنا تبدأ الثقة والقوة وعلمنا التاريخ أن الدولة القوية بثقتها و علماءها و صناعها يجب أن تحترم ولا مكان للضعيف.

وأكد أخيرا: أما في مسألة التشيع أنا قرأت كثيرا من الفكر الوهابي خصوصا في مصر والخوف من الإيرانيين في الوصول إلى مصر هو خوف من التشيع، لكن ما الضير في هذا؟ البحث العلمي موجود وكلٌّ يبحث عن الحق ومتى ما وجد الحق فليتبعه.