logo logo
  • تاریخ انتشار:‌ 1395/11/30 - 12:00 ق.ظ
  • چاپ
معجزات في ضريح الإمام الحسين (ع) ولا حاجة لترميم القبة خلال 5 قرون

معجزات فی ضریح الإمام الحسین (ع) ولا حاجة لترمیم القبة خلال 5 قرون

فی حوار مع المدیر التنفیذی لمشروع ترمیم قبة ضریح الإمام الحسین (علیه السلام) وتحكیم جدرانها وتنحیف الأعمدة السید علی مهاجری، كشف الاخیر عن عدد من المعجزات التی واجهها الفریق خلال عمله.

واكد مهاجری أنه حسب المعاییر الفیزیائیة كادت قبة الإمام الحسین (علیه السلام) أن تنهار على رؤوس الزائرین لولا معجزة حالت دون ذلك، لافتا الى أن الخبراء الإیرانیون جعلوا الأعمدة مقاومة للانفجار، فیما كشف عن أن تراب الضریح یتغیر الى اللون الأحمر یوم عاشوراء.

ولفت مهاجری الى أن اللجنة الاستشاریة التی تم تشكیلها لإنجاز مشروع ترمیم القبة والجدران وتنحیف الأعمدة فی الضریح الحسینی، یشرف علیها أبرع التقنیین والنخبة العلمیة فی الجمهوریة الإسلامیة، ولدیهم فعالیات عمرانیة كبیرة فی تأریخهم المهنی إذ شاركوا فی تشیید أكبر السدود وكذلك برج میلاد الشاهق فی العاصمة طهران.  

وتمحور الحدیث حول أهم البرامج التنفیذیة الخاصّة بالعتبة الحسینیة والتی تمت المباشرة بها منذ العام الماضی، حیث تطرق مهاجری إلى تفاصیل هذا المشروع الضخم قائلاً: أنا وسائر الزملاء حملنا على عاتقنا مسؤولیة إعمار العتبات المقدّسة نیابة عن لجنة إعمار العتبات فی محافظة كرمان، حیث سخرنا جهودنا لأحد مشاریع الإعمار ألا وهو مشروع ترمیم القبة المطهرة والذی تم إقراره قبل سنوات لكنه لم یدخل حیز التنفیذ آنذاك لأسباب تقنیة.

وأشار السید علی مهاجری إلى أن مشروع ترمیم القبة فی العتبة الحسینیة المقدسة قد أوكل إلى لجنة الإعمار فی محافظة كرمان بموافقة من إدارة العتبة، وأكد على أن الخبراء والتقنیین المتخصصین درسوا الموضوع من كافة جوانبه واقترحوا وضع قواعد مساعدة لدعم الأعمدة الموجودة تحت القبة، وبالفعل فقد اتخذت جمیع الإجراءات اللازمة على هذا الصعید.

* تقارب الأعمدة مع بعضها سبب فی تزاحم الزائرین

وأضاف المسؤول عن مشروع ترمیم القبة الحسینیة وتنحیف الأعمدة: بعد أن اكتملت الدراسات والإجراءات اللازمة للبدء بمشروع ترمیم القبة المطهرة فی العتبة الحسینیة، أعلن السادة المسؤولون عن رغبتهم فی التقلیل من سمك الأعمدة والعمل على تنحیفها لأن سمكها یأخذ مساحة واسعة نسبیاً ویسفر عن حدوث زحام شدید بین الزائرین فی أیام الزیارة، وما یزید من الزحام أنها متقاربة مع بعضها.

 

* عدم الموافقة على المشاریع التی اقترحتها شركات إیطالیة وفرنسیة

وأكد رئیس لجنة إعمار العتبات المقدسة فی محافظة كرمان إلى أن إدارة العتبة الحسینیة رفضت مقترحات من جهات أجنبیة لإنجاز مشروع ترمیم القبة، وقال: تقدمت شركتان إحداهما إیطالیة والأخرى فرنسیة بمشروعین لترمیم القبة قبل أن نبادر إلى ذلك، ولكننا بعد أن قدمنا مشروعنا تمت الموافقة علیه وبحمد الله تعالى وفقنا لهذه المهمة المباركة.

وتحدث حول طبیعة القبة الحالیة قائلاً: القبة الحالیة قدیمة جداً حیث یتجاوز عمرها ألف عام لكونها شیدت فی عصر الدولة البویهیة، كما أن المیاه قد ارتفعت إلى مستوى متر ونصف المتر أسفل الضریح وهذا الأمر یسفر عن إیجاد ضغوط جانبیة على المبنى بأكمله وبالتالی یقلل من عمره.

وقال فی السیاق ذاته: اللجنة الاستشاریة التی تم تشكیلها یشرف علیها أبرع التقنیین والنخبة العلمیة فی الجمهوریة الإسلامیة، ولدیهم فعالیات عمرانیة كبیرة فی تأریخهم المهنی إذ شاركوا فی تشیید أكبر السدود وكذلك برج میلاد الشاهق فی العاصمة طهران، لذا اعتمدنا على آرائهم القیمة فی مشروع ترمیم القبة المطهرة وتنحیف الأعمدة فی الضریح المقدس وكذلك تدعیم الجدران بأمثل شكل.

* انطلاق عملیات ترمیم القبة الحسینیة وتنحیف الأعمدة منذ عام 2015 م

المدیر التنفیذی لمشروع ترمیم قبة العتبة الحسینیة المقدسة وتنحیف الأعمدة تحدث عن انطلاق هذا المشروع الهام قائلاً: بعد أن اكتملت الإجراءات التمهیدیة وبعد الانتهاء من جمیع البحوث النظریة الخاصة بعملیات ترمیم القبة الحسینیة وتنحیف الأعمدة، بادرنا مباشرة إلى العمل بالمشروع منذ عام 2015 م، حیث تشمل هذه العملیات أیضاً تدعیم جدران الضریح.

فی بادئ الأمر انطلق مشروعنا بتنحیف العمود الأول الواقع فی باب الرأس والذی یبعد عن الضریح المطهر مسافة 1,70 م.

 

* تنحیف الأعمدة بمقدار 60 بالمئة

تحدث السید علی مهاجری حول عملیات تنحیف الأعمدة قائلاً: فی مشروع تنحیف الأعمدة قللنا من سمكها بمقدار 60 بالمئة، وبالتالی أصبحت المسافة بین العمود الأول والضریح المبارك أكثر من أربعة أمتار بدلاً عن 1,70 م لذلك سوف تتسع مساحة الضریح قرب كل عمود أكثر من مترین ونصف المتر.

* وزن قبة مرقد الإمام الحسین (علیه السلام) 1200 طن

وأكد المدیر التنفیذی لهذا المشروع الهام على صعوبة العملیات الجاریة قائلاً: إنه حقاً عمل حساس وفی غایة الصعوبة، فالقبة الحالیة فی مرقد الإمام الحسین (علیه السلام) یبلغ وزنها 1200 طن، لذا نظراً لهذا الوزن الثقیل الذی تحمله الأعمدة یجب العمل سریعاً على القیام بالترمیمات اللازمة لها وتقویتها وفی الحین ذاته تنحیفها، وهذه العملیات بطبیعة الحال ترتبط بشكل مباشر بعملیات تدعیم الجدران المحیطة بالقبة، ومن ثم لا بد من التعامل مع الموضوع بمهنیة وحرفیة اعتماداً على آراء الخبراء والمتخصصین؛ لذلك سخرنا أحدث التقنیات المتطورة لكی یتم إنجاز المشروع بأمثل شكل.

معظم المشاركین فی إنجاز هذا المشروع هم من المتطوعین، وبحمد الله تعالى لحد الآن لم یواجهوا أیة مشكلة تذكر جراء مخاطر العمل، والجمیع مشغولون بإنجاز المشروع برغبة وجدٍّ.

* فحص التربة إلى عمق 26 م

كما أكد على الدقة المتناهیة التی اعتمد علیها فی إنجاز هذا المشروع، ومن هذا المنطلق تم إجراء دراسات وبحوث أساسیة وجادة من جملتها استخراج التربة من عمق 26 م أسفل الأعمدة واختبارها لكی یتم اتخاذ القرار المناسب فی العملیات التنفیذیة، وأضاف: الأعمدة قدیماً كانت مشیدة من الطابوق، لكننا استخدمنا الكونكریت المقاوم وزدنا من استحكامها بمقدار طنین لكل سنتیمتر مربع، وهذا التراكم المحكم فی الحقیقة مقاوم للانفجار لأننا زودناه بمواد خاصة فی هذا الصدد.

* تدعیم البنى التحتیة للأعمدة

وأشار السید علی مهاجری إلى عملیات تدعیم الأعمدة وتقویة البنیة التحتیة لها قائلاً: من المؤكد أن أعمدة الضریح المقدس للإمام الحسین (علیه السلام) یجب أن تدعم من أسفلها لكی تتحمل ثقبل البناء الذی یستقر علیها، لذلك بادرنا إلى إیجاد قواعد تحت الأرض لتقویتها، حیث اعتمدنا على حفارات متطورة وبدأنا عملیات الحفر فی أطراف الضریح المبارك حتى وصلنا إلى محل استقرار الأعمدة وجعلنا الدعائم التحتیة الساندة لها فی عمق أربعة أمتار وفق عملیات دقیقة للغایة، حیث یتم وضع أربع دعامات حول كل عمود ومن ثم یتم ربطها مع بعضها.

* الاعتماد على الكونكریت المسلح فی تدعیم الأعمدة

وأضاف مسؤول لجنة إعمار العتبات المقدسة فی محافظة كرمان فی السیاق ذاته: الدعامت التحتیة للأعمدة تم تشییدها بالكونكریت المسلح وقد أصبحت مستحكمة إلى أقصى حد، فحتى وإن حدث ضعف فی قواعد الأعمدة القدیمة فهذا الأمر سوف لا یؤثر على استقرار الضریح لأن الدعامات الجدیدة ستنوب عنها، وهذا الأمر لم یكن اعتباطیاً بل منذ عام 2009 م اختبرنا عینات من تربة الضریح المقدس وفحصنا القواعد التی ترتكز علیها الأعمدة والجدران بواسطة أجهزة سونار متطورة واستكشفنا نوع وكثافة التربة حتى عمق 35 م.

* الجثمان الطاهر للإمام الحسین (علیه السلام) مدفون فی عمق 6 إلى 7 م تحت الضریح

وأشار السید مهاجری إلى علمیات الاستكشاف التی أجریت فی الضریح المبارك بواسطة أجهزة السونار الحدیثة قائلاً: أجهزة السونار التی اعتمدنا علیها لفحص كثافة التربة وتراكمها تعمل بانعكاسات أشعة أكس، وهی تشابه فی عملها أجهزة الاستكشاف بالأشعة السینیة، حیث تصور لنا جمیع خصائص التربة تحت السطح، وبما أن هدفنا كان تحدید هذه الخصائص حتى عمق 15 م فقط فقد باردرنا إلى فحصها بهذا المستوى، ولكننا فی الحقیقة فی أسفل الضریح بالتحدید لم نتمكن من استكشاف مسافة أبعد من ستة أمتار تحت الضریح المطهر مما أثار تعجبنا فأدركنا حینها الجثمان الطاهر للإمام الحسین (علیه السلام) مدفون على عمق 6 إلى 7 م أسفل الضریح.

والأمر الآخر الذی أثار دهشتنا أن التراب الذی استخرجناه من عمق 11,5 م یختلف فی نوعه ورائحته عن التراب الموجود على عمق آخر، وقد وجدنا التربة المحاذیة للجثمان الطاهر للإمام له عطر عجیب ونوعه مختلف تماماً عن تربة سائر النقاط التی حفرناها.

* تغییر لون التربة المجاورة لجثمان الإمام الحسین (علیه السلام) فی یوم عاشوراء

كما أكد المسؤول عن ترمیم القبة الحسینیة وتدعیم الأعمدة وترمیم جدران الضریح فی السیاق ذاته قائلاً: نقلنا كمیة من التراب الذی استخرجناه من المنطقة المحاذیة لجثمان الإمام الحسین (علیه السلام) إلى أحد المختبرات فی محافظة كرمان قبل ثلاث سنوات، والمثیر للدهشة أنه یصبح أحمر اللون فی یوم عاشوراء، وفی الیوم التالی یعود إلى حالته الطبیعیة، وهذا الأمر یتكرر فی یوم عاشوراء من كل عام.

* تنحیف الأعمدة

وأما بالنسبة إلى مشروع تنحیف أعمدة الضریح، قال: تنحیف أعمدة الضریح المقدس یتم على أساسه التقلیل من سمكها وبالتالی تضییق قطرها، حیث قمنا بحك مقدار من الطبقة المحیطة بها ومن ثم قمنا بتدعیمها بواسطة قضبان فولاذیة وكونكریت مسلح، وسوف نواصل العمل بهذا النمط.

ولأجل أن ننفذ هدفنا فی تمكین كل سنتیمتر مربع یتحمل طنین من الوزن، قمنا بتدعیم الأعمدة بالشكل الذی یضمن ذلك فی حین أنها قبل ذلك كانت تتحمل ما مقداره طنٍّ واحد لكل سنتیمتر مربع.

وفی هذا الصدد بادرنا إلى إقامة طبقة كونكریتیة مسلحة بسمك 40 سم مع شبكة قویة من القضبان الفولاذیة.

* الحفاظ على الهیئة التراثیة الأصیلة للأعمدة بعد تنحیفها

وبالنسبة إلى شكل الأعمدة صرح المدیر التنفیذی لهذا المشروع قائلاً: لو أننا أردنا تنحیف جمیع الأعمدة بسرعة وسهولة، كنا قادرین على أن نجعل سمكها 70 سم فقط، لكننا راعینا فی عملیاتنا بأن نحافظ على التراث الأصیل لها.

* تنحیف الأعمدة أوجد مساحة إضافیة للزائرین

وأكد أنه بعد تنحیف الأعمدة اتسع النطاق الداخلی للضریح، وقال: بذلنا قصارى جهودنا لكی یكون قطر الأعمدة متناسباً مع الأجواء الداخلیة للضریح والجدران المحیطة بها، وفی الحین ذاته كان من الواجب علینا إیجاد مساحة أكبر فی الضرح المقدس، وبحمد الله تعالى فقد نجحنا فی هذه المهمة، حیث سیقل التدافع والزحام فی أیام الزیارة إلى مستوى أقل مما كان علیه.

* تنحیف الأعمدة بمقدار 2,80 م

وفیما یخص المقدار الذی تم تقلیله من قطر الأعمدة فی الضریح الحسینی المقدس، أضاف السید علی مهاجری: كان مقرراً فی بادئ الأمر أن یتمّ تنحیف كل عمود بمقدار متر واحد، ولكن بعد الإجراءات التی تم اتخاذها والإذن الذی حصلنا علیه من جانب إدارة العتبة الحسینیة المقدسة، اتفقنا على أن نقوم بتنحیف كل عمود بمقدار 2,80 م، لذلك تم فسح المجال بین الأعمدة بمسافة تبلغ 9 م مما یجعل المكان یستوعب زائرین أكثر.

طبعاً هنا لا نستطیع تحدید العدد الإضافی الذی یمكن استقباله فی هذه المساحة الإضافة إبان مواسم الزیارة والزحام الشدید، ولكن على أی حال فنحن إضافة إلى تحكیم الأعمدة وتقویتها أضفنا مساحة تستوعب أعداداً إضافیةً.

* إكمال ما مقداره 50 بالمئة من المشروع

وأشار السید مهاجری إلى عملیات سیر المشروع والمقدار الذی تم إنجازه حتى الآن قائلاً: تمكنا حتى الآن من إكمال ما مقداره 50 بالمئة من مشروع تنحیف الأعمدة، واستطعنا إضافة 26 م من المساحة الإجمالیة التی تشغلها هذه الأعمدة والبالغة 48 م الأمر الذی یفسح مجالاً أوسع للزائرین فی الضریح المقدس، وهذا الأمر برأی هام للغایة.

* وضع شباك على غرار الشباك الفولاذی فی العتبة الرضویة بمدینة مشهد

ومن جملة المشاریع المزمع تنفیذها فی العتبة الحسینیة المقدسة، نصب شباك جدید، وهو ما أكده المدیر التنفیذی لمشروع ترمیم القبة، حیث قال: طلبت منا إدارة العتبة الحسینیة بأن ننصب على الجدار المجاور للضریح المبارك شباكاً على غرار الشباك الفولاذی فی العتبة الرضویة، وتبلغ قیاساتها خمسة أمتار ارتفاعاً وعرضاً.

* عدم الحاجة إلى إعادة إعمار القبة الحسینیة المباركة حتى خمسة قرون لاحقة

وبالنسبة إلى المشروع الأساسی والهام فی ترمیم القبة المطهرة فی الحرم الحسینی، قال السید علی مهاجری: جمیع الأقواس الداخلیة المحیطة بالقبة المطهرة لسید الشهداء (علیه السلام) مبنیة من الجبس والطابوق، ویعود تأریخ تشییدها إلى فترة تتراوح بین 400 إلى 500 سنة، وطوال هذه السنوات المتمادیة تعرضت لشقوق عدیدة، لذا لا بد من ترمیمها بدقة فائقة وتدعیمها بقضبان مستحكمة وروابط فولاذیة وتغلیفها بطبقة كونكریتیة، وبالفعل فقد قمنا بذلك وقد وضع حل لهذه المشكلة إلى حدٍّ ما، وسوف تبقى متقومة حتى خمسة قرون لاحقة دون الحاجة إلى إعادة ترمیمها من جدید.

وبالنسبة إلى نوع الرخام الذی استخدم فی تغلیف الأعمدة، قال: أحجار الرخام الذی سیعتمد علیها فی تغلیف الأعمدة فی الضریح المقدس تم تجهیزها فی مدینة أصفهان، وفی الوقت الحاضر فنحن نعمل على إكمال المقرنسات فی أعلا هذه الأعمدة بمحاذاة السقف ومن ثم سوف نغلفها واحداً تلو الآخر، وكل عمود ینجز بالكامل فهو یدشن مباشرة دون الحاجة إلى إقامة مراسیم رسمیة لافتتاحه.

* تنحیف كل عمود سیدوم مدة ستة أشهر

وعلى صعید الزمان المقرر لتنحیف كل عمود، صرح المسؤول التنفیذی قائلاً: الزمان الذی یستغرقة تنحیف كل واحد من أعمدة الضریح المبارك یبلغ أكثر ستة أشهر تقریباً، وإضافة إلى ذلك فقد طلبت منا إدارة العتبة الحسینیة المقدسة إجراء بعض الإصلاحات على السقف وهو أمر لم نتفق علیه سابقاً.

* اختلاف قبة العتبة الحسینیة المقدسة عن قبب سائر المراقد المطهرة

وأشار إلى الفرق بین القبة الحسینیة وسائر القبب فی الأضرحة الأخرى بالقول: القبة المباركة فی العتبة الحسینیة متقومة على أقواس، وهی بهذا النمط تختلف عن قبب سائر الأضرحة المقدسة، إذ إن المتعارف فی سائر البقاع الدینیة أن تتقوم القبة على أعمدة.

القبة الحسینیة ترتكز على أقواس، وهذه الأقواس بدورها تستند إلى أعمدة فی أسفلها، لذا فإن عملیة ترمیم القبة یجب أن تكون فی غایة الدقة والمهارة، إذ یجب من جهة الحذر فی التعامل مع تدعیم الأعمدة، ومن جهة أخرى لا بد من اتخاذ جنب الحیطة فی التعامل مع الأقواس التی هی فی الواقع مشیدة من الطابوق ومدعومة بألواح خشبیة قدیمة منحوتة بشكل مقوس وبأبعاد 50 سم x 50 سم.

* معجزة حالت دون انهیار قبة الحرم الحسینی

ذكر السید علی مهاجری المدیر التنفیذی للمشروع أمراً فی غایة الأهمیة، ألا وهو تدخل ید الغیب الإلهی فی الحفاظ على القبة الحسینیة متقومة، حیث قال: جمیع الألواح الموجودة تحت القبة المقدسة قد تهرأت بشكل كبیر بواسطة دیدان العثة، وقد وجدنا بعضها قد ثقبت حتى عمق ثلاثة أمتار، لذا حینما شاهدنا هذه الظاهرة وقارناها مع الوزن الثقیل التی تحمله هذه الألواح والذی یبلغ 1200 طن، أدركنا أن المعجزة الإلهیة فقط هی التی حالت دون انهیار القبة على رؤوس الزائرین، إذ لیس هناك أی خبیر وتقنی یؤید أن هذه الألواح المتهرأة بإمكانها حمل كل ذلك الوزن الثقیل.

وكما هو معلوم فالبناء القدیم للقبة هو من الجبس الذی فقد خاصیته التماسكیة إثر مرور الزمان وكثرة الرطوبة، ولكننا قمنا بتدعیمها بطبقة كونكریتیة فی سقفها وجدرانها وأقواسها، وسوف تحل هذه المشكلة قریباً بإذن الله تعالى.

 

* تبرع أهالی محافظة كرمان بأموال لإنجاز المشروع

وفی صعید الموارد المالیة للمشروع، صرح السید مهاجری: لجنة إعمار العتبات المقدسة فی محافظة كرمان تكفلت بإنجاز المشروع، وأهالی المحافظة قدموا دعماً مالیاً لإنجازه.

*  الطاقات العاملة المتطوعة

كما أكد على وجود بعض المنتسبین فی إنجاز المشروع من الذی حضروا تطوعاً، وقال: جمیع العمال الذین یقومون بالعمل فی إنجاز المشروع هم من الإیرانیین، حیث یبلغ عددهم 70 عاملاً، وهناك 20 إلى 25 عاملاً منهم یعملون وفق عقود تجاریة، وما یقارب 50 شخصاً منهم متطوعون ویعملون من الساعة السابعة صباحاً حتى التاسعة مساءً.

جمیع المنتسبین یعملون طوال الیوم لمدة 15 ساعة تقریباً، والعمال غیر المتعاقدین، أی المتطوعین لدیهم تأشیرات دخول لمدة شهر واحد، وحینما تنتهی مدة إقامتهم یجب علیهم العودة إلى إیران والحصول على تأشیرة جدیدة.

ولحد الآن تم اختیار ألف متبرع للعمل بعد إجراء الاستقراءات اللازمة حول مهاراتهم الحرفیة من قبل لجنة إعادة إعمار العتبات المقدسة فی محافظة كرمان.

وأكد السید علی مهاجری فی ختام هذا اللقاء قائلاً: وأنوه هنا على أننا لحد الآن تمكنا من تنحیف عمودین بالكامل وحالیاً یجری العمل لتنحیف عمودین آخرین تزامناً مع عملیات ترمیم القبة وتحكیم جدرانها بواسطة نخبة من الخبراء والتقنیین.

/ انتهى /

مطالب مشابه