الرسم لغة الإحساس یمكن الفنان من خلاله أن یعبر عما یدور بداخله، إذا أراد أن یبعث برسالة، وربما یبقى المعنى ببطن الفنان، من هذا المنطلق بدأ المهندس المعماری المصری "فرید عمارة" تدشین فكرته فی تصمیم ورسم وتفسیر بعض آیات القرآن بالرسم، بعدما قضى وقتاً طویلاً یقرأها متأثراً بمعانیها، فوجد قلمه یرسم ما یشعر به وفهمه من معانیها.
وقال عمارة، الذى دشن صفحة لتصمیماته على موقع التواصل الاجتماعى «فیس بوك» باسم «Fariedesign»، إنه بدأ فكرته بعدما كان یقضى وقتاً طویلاً على الإنترنت فی قراءة كتب مصورة لفنانین عالمیین، من جنسیات مختلفة، للتعرف على الأسالیب والتقنیات الحدیثة فى التصمیم، وبعدما بدأ فی التجریب لأول مرة بتدشین صفحته عام 2012 ولاقت تصمیماته استحسان البعض، وتلقى عرضا بعد عام من بدایته، لعرض أعماله فی معرض الفن السنوى بكلیة التصمیم بفورتسبورغ بألمانیا، وتم وضعها فی كتاب المعرض بمكتبة الكلیة، لافتاً إلى أنه لیس لدیه شغف والبحث وراء الاشتراك بالمسابقات بهدف الفوز بأی جائزه، قائلاً: «لم یكن هذا ولم یصبح مقصدى».
وأضاف عمارة: «آیات القرآن تثیر الخیال والتأمل بغیر جهد، وأشعر على الدوام أن معانى الآیات یغیب على كثیر منا بسبب التردى العام فى اللغة العربیة، ولما كان العصر الحدیث هو عصر الصورة، وهى أداتی فى التعبیر عن الأفكار، وجدت أن عندى فرصة فی لفت الأنظار لمعانى ومقاصد الآیات بشكل جمالى وبسیط».
یعمل عمارة حالیاً على الإعداد لكتاب فیه قصص قصیرة على هیئة ألبومات مصورة، فیه تصمیمات لم تنشر من قبل على الصفحة، ینشغل عنه بعض الوقت بسبب عمله كمهندس معمارى ویأخذ من وقته ما یقرب من 17 ساعة على مدار الیوم، ضمن أبرز تصمیماته كانت قصة بعنوان «سفر» وهى خیالیة بالكامل، بحسب قوله، ولكن الحقیقى فیها هی عواطف افتقاد شخص مقرب جداً منه، والرغبة فى الوصال المستحیل معه.
ویستخدم «عمارة» فی التصمیم أدوات بسیطة وحیل أبسط، مؤكداً أنه یهدف إلى إثارة الخیال عند المشاهد وجذبه للفكرة والتصمیم بدلاً من أسلوب تنفیذه، ربما كان هذا سبباً أساسیاً فى اقتصارى على الحبر الأسود دون الألوان.
المصدر: الیوم السابع