انتقلت خدیجة من دورها السابق الذی قامت به فی تثبیت النبی وتبشیره، إلى دور جدید فی مؤازرته ومعاونته فی تبلیغ الدعوة، ومواجهة المشركین وإعراضهم وعدوانهم، عن عبد الله بن عباس قال: «كانت خدیجة بنت خویلد أول من آمن بالله ورسوله، وصدق محمد رسول الله فیما جاء به عن ربه وآزره على أمره، فكان لا یسمع من المشركین شیئًا یكرهه من ردٍ علیه وتكذیبٍ له، إلا فرَّج الله عنه بها، تثبته وتصدقه وتخفف عنه، وتهوّن علیه ما یلقى من قومه»،
خدیجة بنت خویلد بن أسد القرشیة (68 ق.هـ - 3 ق.هـ/ 556م - 620م) أم المؤمنین وأولى زوجات النبی محمد وأم كل أبنائه ما عدا ولده إبراهیم عاشت خدیجة مع النبی فترة ما قبل البعثة، وكانت تستشعر نبوة زوجها، فكانت تعتنی ببیتها وأبنائها، وتسیر قوافلها التجاریة، وتوفر للنبی مُؤونته فی خلوته عندما كان یَعتَكف ویَتعَبد فی غار حراء، وعندما أنزل الله وحیه على النبی كانت خدیجة أول من صدقته فیما حَدّث، وذهبت به إلى ابن عمها ورقة بن نوفل الذی بَشَّره بأنه نبی الأُمّة، فكانت أول من آمن بالنبی من الرجال والنساء، وأول من توضأ وصلّى، وظلت بعد ذلك صابرة مُصابرة مع الرسول فی تكذیب قریش وبطشها بالمسلمین، حتى وقع حصار قریش على بنی هاشم وبنی المطلب فی شِعب أبی طالب، فالتحقت بزوجها فی الشِعب، وعانت ما عاناه بنو هاشم من جوع ومرض مدة ثلاث سنین، وبعد أن فُك الحصار عن الرسول ومن معه مرضت خدیجة، وما لبثت أن توفیت بعد وفاة عم النبی أبی طالب بن عبد المطلب بثلاثة أیام وقیل بأكثر من ذلك، فی شهر رمضان قبل هجرة الرسول بثلاث سنین عام 629م وعمرها خمس وستون سنة، وكان مقامها مع الرسول بعدما تزوجها أربعاً وعشرین سنة وستة أشهر، ودفنها الرسول بالحجون (مقبرة المعلاة).
المصدر : وكالة انباء شبستان
مطالب مشابه