logo logo
  • تاریخ انتشار:‌ 1395/09/01 - 12:00 ق.ظ
  • چاپ
الاربعين مسيرة القلوب ان مشت

الاربعین مسیرة القلوب ان مشت

خطواتهم تشق الظلام وتلتهم المسافات وتدك اكتاف الحاضر باقدام مثقلة بأنین الوجود لتوقض التاریخ وتحفز المستقبل، ملحمة من النور البشری الهائل تكتسح عتمة فلسفاتهم ونظریاتهم الخاویة وغرورهم الفارغ الذی لایرید ان یعترف بهزالته امام الایمان والولاء المطلقین، انها اقدام (القلوب ان مشت) وهی تتجه صوب جمال مطلق تزینه شعائر الیقین .

نعم هی ملحمة الاربعین ارثنا الخالد الذی ورثناه عن آبائنا وأجدادنا وسنورثه لابنائنا واحفادنا، اعوام تلو اعوام وصداها یبهر الأجیال ویمتد أفقها كالشیء اللامتناهی الذی لایستطیع المرء ان یری نهایته، ولا یعلم مداه الا الله سبحانه وتعالی .

منذ ألف وثلاثمائة وخمس وستون عاما نصبت قافلة زینب علیها السلام علی النیاق الهزل مأتما والیوم صدی الاربعین یجلجل اسماع وعقول وقلوب الملایین من العالم فی شتی بقاع الأرض وهو یجسد الصرخة المدویة والخالدة لبطلة كربلاء بوجه یزید ( فكد كیدك ، واسع سعیك ، وناصب جهدك ، فو الله لا تمحو ذكرنا ، ولا تمیت وحینا ) .
ورغم هذه الحقائق تحاول وسائل الإعلام الغربیة التغافل عمدا عن هذه الملحمة البشریة العظیمة فی وقت تسعی فیه هذه الوسائل الی تغطیة الاحداث فی شتی المجالات وتسلیط الضوء علیها وفی مختلف انحاء العالم مهما كانت هذه الاحداث مجردة من القیم، وفارغة من المحتوی، فی حین یتم غض الطرف عن اعظم مسیرة بشریة سلمیة واعظم ملحمة انسانیة وحدثا دینیا لا نظیر له فی العالم .
من خلال تطبیق المعاییر الاعلامیة المهنیة یجب ان تكون زیارة الاربعین فی طلیعة الاحداث التی تتناقلها وسائل الاعلام الغربیة وبصورة واسعة ومفصلة، لكنها لم تفعل ذلك بالشكل المطلوب، لان نجاح زیارة الاربعین فی كافة المجالات واستیعاب هذه الامواج البشریة الهادرة والزاحفة من كل فج عمیق دون وقوع حوادث تذكر برغم الظروف الامنیة الصعبة التی یمر بها العراق یعكس بوضوح حسن الادارة والتنظیم والجهود الاستثنائیة لمختلف الجهات المشرفة علی هذه الزیارة، وهذا امر لایصب فی مصلحة الغرب او فی مصلحة وسائل الاعلام الغربیة المرتبطة بالدوائر الصهیونیة .
كما ان وسائل الاعلام الغربیة لاتمارس مهنتها بشرف ونزاهة وهی تعمد لتظلیل مواطنیها من خلال حجب حقیقة مایجری حولهم فی العالم من احداث عظیمة والهائهم بتوافه الامور التی تجردهم من كل المبادئ والقیم لیبقی الانسان الغربی تابعا لهذا الاعلام الظال والمظلل ویعیش فی بودقة المتاهة التی صمموها له اصحاب القرار الغربی الصهیونی .
متناسین ان ایماننا وولائنا اقوی من عتمة فلسفاتهم ونظریاتهم الفارغة فالحسین مدرسة وجود مصدرها الله عز وجل وفلسفتها الایمان المطلق، وما ملحمة الاربعین الا شاهد حی علی نجاح وشمولیة هذه المدرسة الالهیة التی تجعل القلوب تمشی دون الاقدام فی ملحمة غایة فی الانسانیة والرقی الاجتماعی والاخلاقی حیث یجرد فیها الانسان عن كل ادران الدنیا وانانیتها وینذر ذاته لخدمة اخیه الانسان، بل ویتقرب الی الله فی هذه الخدمة، فكل الانساب وكل الالقاب تتساقط هنا فی ملحمة الاربعین، فی هذا المسیر الملكوتی ولایبقی منها سوی (خادم الحسین او زائر الحسین)، فما اعظمك یاحسین .
بقلم / عبدالوهاب الصافی – ارنا

انتهى


شفقنا

مطالب مشابه