چهارشنبه 5 اردیبهشت 1403

14 August 2023

زيارة الأربعين وتصويب بوصلة الأمة

اول من زار قبر الامام الحسين عليه السلام ، هو الامام علي بن الحسين السجاد (ع) وعمته بطلة كربلاء السيدة زينب بنت الامام علي بن ابي طالب (ع) ، في العشرين من صفر عام 61 هجرية وهما في طريقهما من دمشق الى المدينة.


اتباع اهل البيت (ع) ومنذ عام 61 هجرية وحتى اليوم يواظبون على هذه الزيارة ، رغم اصطدامهم  بالجبابرة والطغاة الذين كانوا يحولون بينهم وبين الوصول الى كربلاء ، ودفع العديد منهم حياته ثمنا لزيارة الحسين عيه السلام ، حتى منّ الله على اتباع اهل البيت (ع) بالتخلص من اكثر اعدائهم وحشية وقسوة ، الطاغية السفاح صدام ، عام 2003 ، ومنذ ذلك العام وحتى اليوم تتضاعف اعداد زوار اربعين الحسين عليه السلام ، حتى وصل العام 2015 الى 25 مليون زائر من العراق ومن مختلف انحاء العام.

في السنوات الاولى بعد السقوط حاول الاخطبوطان الاعلاميان ، الصهيوني والعربي الرجعي ، ليس فقط تجاهل زيارة الاربعين ، بل حاولا التشويش عليها ، الا ان استثنائية زيارة الاربعين في كل شيء ، اثارت اهتمام العالم اجمع بها ، مما جعل المئات من الفضائيات ووكالات الانباء العالمية ، ترسل مراسليها واعلامييها  لتوثيق هذا الحدث والتحري عن اسبابه.

من الصعب على العالم ان يمر من امام ظاهرة الاربعين دون ان يقف مبهورا امام:

-اكبر تجمع ديني وسياسي واجتماعي في العالم.

-اكبر تجمع وحدوي ، في القيادة والمبادىء والاهداف.

-اطول مسيرة في العالم.

-اكبر واطول صلاة جمعة.

-اكبر تجمع انساني عفوي في العالم.

-خطابات وشعارات بعيدة كل البعد عن الطائفية والعنصرية.

-خطابات وشعارات ، تدعو للانتصار للمظلوم ومقارعة الظالم.

-خطابات وشعارات ، تدعو للسلام والمحبة.

-لا اثر لاي شعار يدعو للانتقام او الكراهية او التكفير.

-تجليات في الكرم الانساني في اروع صوره.

-تجليات في التسامح الانساني تصل الى حد المثالية.

-ثورة روحية ضد التكبر والغرور والغطرسة.

-الاصرار على تحقيق الهدف مهما كانت التضحيات.

-عشق الحياة وعدم الركون الى الخوف.

-كل القوميات تنصهر في حب الحسين (ع).

-لا مكان للبيع والشراء في هذا التجمع المليوني.

-لا حسب ولا نسب في هذا التجمع يعلو على خدام الحسين (ع) وزوار الحسين(ع).

– اطول سفرة طعام في العالم.

-لا اثر للعملة المالية ، رغم كل الخدمات المقدمة لزوار الحسين(ع).

نكتفي بهذه الخصائص التي انفردت بها زيارة الاربعين ، وهناك اضعاف اضعاف هذه الخصائص ، لا يمكن سردها جميعا في هذا المقال ، وهي خصائص ، جعلت زيارة الاربعين تستقطب اهتمام غير المسلمين ايضا ، فهذه المخرجة الأميركية كاثرين بيجلو ،  وهي أول امرأة تحصل على جائزة الأوسكار لأفضل مخرج على فيلمها الروائي الطويل “خزانة الألم” ، جاءت الى العراق بالتزامن مع بداية زيارة الاربعين لانتاج فیلم عن الزيارة تحت عنوان “الأربعين العظيمة”.

بدأت بيجلو عملها في البصرة بالانطلاق مع جموع البصريين الذين يبدأون مراسم زيارة أربعينية الإمام الحسين(ع) في الأول من شهر صفر في كل عام، ليتمكنوا من الوصول إلى كربلاء المقدسة مشياً على الأقدام قاطعين مسافة نحو 600 كيلومتر . ورصدت شركة سوني بيكتشرز إنترتينمينت للإنتاج السينمائي العالمية في هوليود ميزانية لإنتاج الفيلم تبلغ 200 مليون دولار.

زيارة الاربعين ، بما تملك من خصائص استثنائية ، بدأت تؤثر على الرؤى والقناعات والسلوك الفردي والاجتماعي ، لدى المشاركين فيها ، والمشاهدين لها ، الامر الذي يؤهلها لتكون عاملا مهما في تصويب بوصلة الامة ، بعد ان عمل الاستعمار واذنابه من العملاء والتكفيريين ، على اعطاب هذه البوصلة ، ودفعت الامة بسبب ذلك اثمانا باهظة من ابنائها وامنها وثرواتها وحاضرها ومستقبلها ، وما نشهده اليوم في العراق وسوريا واليمن وليبيا والصومال وافغانستان وباكستان وغيرها ، الا بعض تداعيات اعطاب البوصلة ، التي ستُعاد الى سابق عهدها كما كانت ، تشير الى “اسرائيل” على انها العدو الوحيد للامة ، ببركة دماء الحسين (ع) ، وببركة زيارة اربعين الحسين(ع).

إنتهى

 

شفقنا