logo logo
  • تاریخ انتشار:‌ 1395/08/28 - 12:00 ق.ظ
  • چاپ
استمرار الزحف المليوني نحو قبلة الاحرار كربلاء المقدسة

استمرار الزحف الملیونی نحو قبلة الاحرار كربلاء المقدسة

ملایین الاقدام تتحرك، لكن من یسیر هی القلوب، وملایین العیون تحدق لكن من یبصر هی العقول، وملایین الحناجر تهتف لكن مصدرالصوت یاتی من واحة العشق الحسینی الذی لایضاهیه عشق .

ایام ومازال الملایین یسیرون صوب كربلاء المقدسة، قبلة الاحرار التی اكرمها الله بمغناطیسیة تجتذب القلوب بسحر الهی حسینی لتحتضن الملایین من البشر، فی كل عام ومن كل بقاع الارض لاحیاء ذكری اربعینیة الامام الحسین (ع )، فهی مسیرة العشق، عشق یمتزج فیه خلیط من الولاء المطلق لله والوفاء لرسوله الاكرم ولآل بیته الاطهار، فهذه هی مسیرة الاربعین .

فی حین تتنافس آلاف المواكب والهیئات التی انتشرت علی الطرقات المؤدیة الی المحافظة المقدسة لایواء الزائرین وتقدیم الاطعمة والمشروبات ومختلف انواع الخدمات لهم .
ان من یشاهد ما یحصل فی المسیرة الاربعینیة یدرك وبلا عناء ان هذا امر خارج عن ارادة البشر بل هو ارادة الهیة خالصة، وانه امر اراد الله عز وجل له ان یكون، فهنا تتساوی البشریة جمعاء وتسقط الانساب والاحساب ویتنافس الاعزاء فیما بینهم لیكونوا وبكل فخر خدما لزوار الحسین، فما اعظمك یاحسین .
هناك اعداد كبیرة من العظماء الذین تركوا بصماتهم علی التاریخ البشری وغیروا مجراه، لكن لم تزحف الیهم الملایین من البشریة كما فی اربعینیة الامام الحسین (ع) ففی هذا الزحف المقدس، تجد الجمیع بمختلف لغاتهم واعراقهم وقومیاتهم، یهتفون (لبیك یاحسین)، كما تجد المرأة والرجل، والشیخ والطفل، والمعاق والسلیم، والمكفوف والمبصر، والمریض والمعافی، وهنا یبادرك السؤال لماذا لم تستذكر البشریة اؤلئك العظماء فی التاریخ كما تستذكر الامام الحسین علی مدی الف وأربعمائة عام، اذا هی فعلا ارادة السماء التی ارادت للحسین الخلود، ولاعدائه الفناء .
كما ارادت ان تكن عودة سبایا آل محمد فی یوم العشرین من صفر، من تلك الجولة الشاقة التی أرادها یزید ( لعنه الله ) لتكون دعما لسلطانه ونصرا یسجل له علی اعدائه، وقصد ان تكون تنكیلا بآل بیت النبوة وتشهیرا بهم علی انهم خوارج عن الدین .
غیر ان الله بعدله وبقدرته التی لا تقهر جعل تلك الجولة هتكا لبنی أمیة وفضح خروجهم عن الدین وجعلها دلیلا علی وجودهم غیر الشرعی فی الحكم، وكانت سببا مهما لزوال حكمهم الذی لم یدم اكثر من 80 عاما .
اذن كل شیء یسری بامر الله وبمشیئته عز وجل وهذه الملایین الزاحفة صوب الحسین ماهی الا صورة قدسیة تتجلی فیها اروع العبر وابلغ الدروس، لتحكی للعالم اجمع وللاجیال حكایة انتصار الدم علی السیف وانتصار الحق علی الباطل .
*ارنا

انتهى

شفقنا

مطالب مشابه