الصیام فریضة روحیة وتربویة شرعها الله سبحانه وتعالى للإنسان وأمر عباده العمل بها من قدیم الزمان ، وجعل لكل أمة من الأمم السالفة تشریعا ومنهاجا .
ثم أقرها بعد ذلك الإسلام وشرعها فی دستوره ونظامه بالصیغة المعمول بها حالیا وجعلها فریضة على كل مسلم ومسلمة ، لیشدهم إلیه ویقربهم منه .
هناك فرق بین الصیام بالذات وبین الإمساك الذی هو الامتناع عن الأكل والشرب فی حالات الصیام .
الصیام فی الحقیقة صیام الجوارح كلها ، وله أبعاده الروحیة والنفسیة ، والتربویة ، والأخلاقیة ، والاجتماعیة ، وحتى السلوكیة .
الهدف من الصائم أن یصد نفسه عن المحارم ، ویمنع جمیع جوارحه عن ممارسة أی من الغرائز والشهوات الجسدیة والنفسیة حتى التی كانت مباحة فی غیر أوقات الصیام ، فضلا عن المحرمات والمحذورات .
الصیام یقوی الإرادة والتصمیم على الصمود والصبر فی ریاضة النفس ویقوی روح العزیمة والثبات فی التخلی عن الأدران .
الصیام یبعد الإنسان عن روح الأنانیة وحب الذات ، ویحثه على فعل الخیر ویدفعه إلى مواسات أخوانه المعوزین من المؤمنین فی دفع شبح الجوع والحاجة والحرمان عنهم ، ویذكر الصائم بجوع وعطش یوم القیامة وهلعه .
الصیام یرفع بروح الإنسان إلى مصاف الأولیاء ویطهره من الأدناس ویدفعه إلى التحلی والتجلی بعد تخلیتها من أدران الغرائز وكدوراتها ویجعل نفسه صافیة كالمرآت تعكس شفافیتها فی سلوكه وأخلاقه وسیرته .
الصیام یصح البدن ، وینظم جهاز الهضم ، ویطهر المعدة والأمعاء من أدرانها ورواسبها ، وآیة ذلك الحدیث الشریف " صوموا تصحوا " وقد جرب ذلك طبیا وعملیا . هذا ملخص فوائد الصیام ، والله الموفق للصواب.(1)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)الكشكول المبوب: ص 218 – 221.
*مكتبة أهل البیت النسخة الأولى.
............