logo logo
  • تاریخ انتشار:‌ 1394/03/18 - 12:00 ق.ظ
  • چاپ
السلمان: قيام السلطة بهدم ٣٨ مسجدًا للمسلمين الشيعة شجع “داعش” على التهديد بالقيام بأعمالٍ مماثلةٍ في البحرين

السلمان: قیام السلطة بهدم ٣٨ مسجدًا للمسلمین الشیعة شجع “داعش” على التهدید بالقیام بأعمالٍ مماثلةٍ فی البحرین

قال مسئول قسم الحریات الدینیة بمرصد البحرین لحقوق الانسان الشیخ میثم السلمان أن تورط حكومة البحرین بصورةٍ مباشرةٍ فی جریمة هدم ثمانیةٍ وثلاثین مسجدًا من مساجد المسلمین الشیعة فی البحرین بالعام ٢٠١١ شجع التنظیمات المتطرفة بما فی ذلك “داعش” على التهدید بالقیام بأعمالٍ مماثلةٍ.

وقال السلمان: إن السلطة سنت سنةً خبیثةً تتمثل فی التعدی على المساجد ودور العبادة وهدمها وحرقها واستهدافها فی البحرین، فتاریخ الطائفتین الكریمتین فی البلاد بعیدًا كل البعد عن التشدد والغلو والتطرف والوحشیة. وأكبر دلالةٍ على ذلك هو احتضان الأهالی من الطائفتین فی العاصمة المنامة بكل تسامحٍ ومحبةٍ للكنائس والمساجد ودور العبادة للأدیان المتنوعة فی البحرین. وأضاف السلمان: إن السجیة النفسیة والطبیعة الاجتماعیة والسعة الثقافیة والبیئة التربویة للمواطنین تعصمهم من الانزلاق فی ممارسات الإرهاب والعنف وممارسة الجرائم بحق المختلف دینیًا أو إثنیًا أو عرقیًا. وما المدارس التكفیریة والتهدیدات “الداعشیة” والثقافة القمعیة وهدم المساجد ودور العبادة إلا حالةً وافدةً على الوطن تجذرت وبدأت بالنمو فی مدةٍ زمنیةٍ قیاسیةٍ منذ إقدام السلطة على هدم ثمانیةً وثلاثین مسجدًا من مساجد المسلمین الشیعة. وقال: من الطبیعی جدًا للشعب أن یعتبر أی استهدافٍ جدیدٍ على المساجد المسجلة فی الأوقاف الجعفریة امتدادًا لسنةٍ خبیثةٍ وأجنبیةٍ عن السجیة الوطنیة والتی سنتها السلطة عام ٢٠١١م بهدمها ثمانیةً وثلاثین مسجدًا فی ما اعتبره البروفسور شریف بسیونی رئیس اللجنة الوطنیة لتقصی الحقائق” انتقامًا من طائفةٍ بعینها”.

 
معاداة الشیعة Anti-Shi’ism
وأضاف الشیخ میثم السلمان: وقد أسهم الإعلام  الرسمی وشبه الرسمی (أی الممول حكومیًا) بصورةٍ مباشرةٍ وغیر مباشرةٍ فی نشر ثقافة معاداة الشیعة Anti-Shi’ism- خلال فترةٍ زمنیةٍ قصیرةٍ،  فأصبح الإعلام بذلك یبث سمومه الطائفیة ویعزز الكراهیة باستمرار. علمًا بأن البحرین لا یوجد فیها إلا صحیفةً مستقلةً واحدةً وذلك وفقًا لتقریر اللجنة البحرینیة المستقلة لتقصی الحقائق.
وقد امتدت حملة التحریض على الكراهیة الطائفیة إلى إعلام الدول الخلیجیة المجاورة التی شاركت الإعلام الرسمی وشبه الرسمی فی البحرین فی التألیب على المكون الشیعی عن طریق التكفیر، والتخوین، ونعتهم بالصفویین، واتهامهم بعدم الوطنیة وغیرها من الصفات المهینة التی تعتبر فی العرف الدولی مصداقًا “للازدراء الدینی والنوعی“.
 ولفت السلمان إلى أن ثقافة التعصب الدینی تنمو فی المجتمعات التی تقوم فیها فئةٌ مجتمعیةٌ برفض التسامح مع فئةٍ أخرى على أساس خلفیةٍ دینیة ٍولیس على أساس خلفیةٍ اجتماعیةٍ أو سیاسیةٍ أو ذوقیةٍ. وقد ساهمت السلطةُ بصورةٍ مباشرةٍ أو غیر مباشرةٍ -للأسف الشدید- فی تعزیز هذه الثقافة التی أدت إلى تمزیق اللحمة الوطنیة وبث الكراهیة بین الطائفتین.
 
نمو التطرف فی البحرین
وأضاف السلمان: وعلاوةً على ذلك فقد خلقت هذه السیاسة بیئةً ملائمةً لنمو التطرف والأیدیولوجیات التكفیریة والمتشددة فی البحرین، مؤكدًا أن أعلام تنظیم القاعدة وتنظیم الدولة الإسلامیة فی العراق والشام “داعش” قد رُفعت لمراتٍ عدیدةٍ وفی تجمعاتٍ عامةٍ من قبل المتطرفین دون محاسبةٍ أو مساءلةٍ.
وقال السلمان: یُعدّ هذا تطورًا لافتًا فی جرأة المتطرفین، ومؤشرًا واضحًا على أن الجماعات المتطرفة المحلیة قد عززت مواقعها داخل الشبكات الاجتماعیة والسیاسیة، كما امتد نفوذها لمستوىً قد یمنع تدخل الأجهزة الرسمیة فی أنشطتها ویحدّ من قدرتها على السیطرة علیها. وقد أثبتت الوقائع أن ثقافة التعصب الدینی التی ساهمت ساعدت على تحویل البحرین إلى بیئةٍ نموذجیةٍ للأیدیولوجیات المتطرفة بخلاف تاریخها المتسامح، وقد أسهم تجنیس آلافٍ بصورة عشوائیة من البلدان التی تنشط فیها التنظیمات المتطرفة مثل باكستان، والیمن، وسوریا فی المساهمة فی انتشار التطرف بصورةٍ غیر مباشرةٍ.
وقال السلمان: وقد دفعت ثقافة التعصب الدینی أكثر من سبعین رجلَ دینٍ موالٍ للسلطة لمناهضة بناء كنائسَ فی البحرین بحجة تحریم بناء الكنائس فی شبه الجزیرة العربیة، ویعد ذلك مخالفًا لما عُرف عن البحرین وأهلها من انفتاح على التعددیات الثقافیة والتنوعات الدینیة والمذهبیة. إذ كانت البحرین المثال الأجمل والنموذج الأرقى  بین دول الخلیج العربی للعلاقة الطیبة بین المسجد والكنیسة.
ختاما دعا السلمان السلطة لتحمّل مسئولیتها الوطنیة والتاریخیة فی تقدیم الجهات المتورطة فی جریمة هدم المساجد غیر القانونیة للمحاكمة العادلة وإعادة بناء جمیع المساجد فی مواقعها الأصلیة.
المصدر
الوفاق

مطالب مشابه