logo logo
  • تاریخ انتشار:‌ 1394/02/27 - 12:00 ق.ظ
  • چاپ
الأمة بين جاهلية جديدة ونكبة ثانية

الأمة بین جاهلیة جدیدة ونكبة ثانیة

"مایجری الیوم هو اعادة إنتاج جاهلیة جدیدة ، أخطر بمئات المرات من جاهلیة ما قبل الاسلام " ، بهذه العبارات وصف قائد الثورة الاسلامیة سماحة ایة الله السید على الخامنئی ، الحالة المأساویة التی انحدرت الیها الامة الاسلامیة ، إثر تعرضها لتطبیقات عملیة للمشروع الامریكی الاسرائیلی التكفیری.

آخر التطبیقات العملیة لهذا المشروع ، والذی یكثف اكثر حقیقة هذا الوصف المؤلم ، هو ما یجری الیوم فی الیمن ، حیث یتعرض هذا البلد العربی المسلم ومنذ نحو خمسین یوما لعدوان ظالم  احرق الاخضر والیابس ، واعاد هذا البلد الى خمسین عاما الى الوراء ، لا لجریرة ارتكبها ، الا لكون السعودیة ، التی تقود هذا العدوان ، لم یرق لها ان ترى الشعب الیمنی یسعى للتحرر من هیمنتها و وصایتها.

الحرب الجاهلیة ، هی الصق وصف بالعدوان الذی یشن على الشعب الیمنی ، بعد ان استنفرت السعودیة وبدعم امریكی ، كل نوازع الشر فی النفوس عبر تحریضها طائفیا وغرائزیا ، فاشعلت نار الفتنة ، التی اذكتها وتذكیها  امبراطوریتها الاعلامیة الضخمة ، فالتف حولها الموتورون و المرتزقة ، فالقت ما قیمته 30 ملیار دولار ، من القنابل والصواریخ على الشعب الیمنی المظلوم ، فقتلت وجرحت الالاف وشردت مئات الالاف ، وفرضت حظرا بریا وبحریا وجویا ، على الشعب الیمنی ، امعانا فی اذلاله وتجویعه ، ولاشباع غریزة الحقد الجاهلی الاعمى.

كل الفظاعات التی ارتكبتها السعودیة وحلفها الجاهلی فی الیمن ، كانت على مرأى ومسمع العالم المتحضر ، الذی لم یرتد له جفن ، بل على العكس تماما ، وقف هذا العالم الظالم ، كما فی الجاهلیة الاولى ، الى جانب الجلاد ضد الضحیة.

المضحك ان السعودیة تحاول بالقوة العسكریة وبما تمتلك من اموال وامبراطوریة اعلامیة ، وبما تتلقاه من دعم امریكی ، ان تقنع العالم ، ان عدوانها على الیمن ، الذی دمر بلدا عربیا وشرد اهله ، وعرّض وما زال یعرض امن واستقرار المنطقة للخطر ، جاء للدفاع عن امن واستقرار الیمن والمنطقة  ومواجهة "التهدیدات الایرانیة"!! ، بینما الحقیقة لیس هناك من تهدید اخطر على المنطقة من تهدید العدوان السعودی الامریكی على الیمن، وان تداعیات هذا العدوان على الیمن والمنطقة  ، هی اسوء تداعیات یمكن تصورها لاكثر السیناریوهات  سوء للازمة الیمنیة.

كما هی الجاهلیة الاولى ، وقف الاستكبار الى جانب الجلاد ، وراى العالم اجمع كیف اجتمع الحلف الجاهلی فی كامب دیفید فی امریكا ، لبحث سبل كیفیة ابعاد "التهدیدات الایرانیة" و "تهدیدات الشعب الیمنی " عن السعودیة!! ، حیث تعهد كبیرهم ان یوفر لهم الحمایة من هذه التهدیدات فی مقابل مئات الملیارات من الدولارات ، وكأن القواعد العسكریة الامریكیة والغربیة المنتشرة فی منطقة الشرق الاوسط ، والاساطیل الامریكیة والغربیة  التی تزدحم بها بحار المنطقة والخلیج الفارسی ، وصفقات الاسلحة بمئات الملیارات من الدولارات ، لیست كافیة لابعاد خطر "التهدیدات الایرانیة" المزعومة.

ولكن من حقنا ان نتساءل ، ترى من الذی اثار الفتن الطائفیة واشعل فی المنطقة الحروب ؟، من این استمدت المجموعات الارهابیة الفكر التكفیری؟، من این جاء الفكر التكفیری الذی تحول الى السرطان ضرب المنطقة وشعوبها ؟، من الذی هدم بیوت الیمنیین على رؤوسهم؟، من الذی هدد ویهدد وحدة الیمن ارضا وشعبا؟، من الذی زرع الفتنة الطائفیة بین ابناء الشعب الیمنی؟، من الذی دعم ومول وسلح المجموعات التكفیریة كالقاعدة و "داعش" فی الیمن؟، من الذی یحارب الى جانب القاعدة و "داعش" فی الیمن ضد الجیش الیمنی و انصارالله ؟، من الذی مازال یصر على استمرار القتل والدمار فی سوریا ؟، من الذی یرفض كل الحلول السیاسیة ویصر على اسقاط الحكومة فی سوریا؟، من الذی یرسل ویجند و یدرب ویمول ویسلح التكفیریین فی سوریا ویسمیهم  ثوارا ومعارضة معتدلة؟ ، من الذی زرع الخراب فی لیبیا وحولها الى بلد فاشل؟، من الذی یصر على دعم وتمویل وتسلیح التكفیریین فی كل بلدان المنطقة لاضعاف جیوشها ولتمزیقها وتشتیت شعوبها ، خدمة لاسرائیل؟،من الذی لایرى فی اسرائیل عدوا ؟، فی المقابل من الذی تسامى على جروحه وجنب المنطقة الحروب ولم یرد بالمثل عندما قامت السعودیة وغیرها بتمویل وتسلیح الدكتاتور العراقی صدام حسین خلال عدوانه على ایران؟، من الذی لایرى له من عدو المنطقة الا اسرائیل ؟، من الذی وقف الى جانب حركات المقاومة فی لبنان وفلسطین ، ودفع ومازال یدفع اثمانا باهظة لمواقفه المبدئیة هذه؟، من الذی كان ومازال یدعو الى حل سلمی فی سوریا والیمن ولیبیا؟، من الذی یحارب التكفیریین كالقاعدة و"داعش" ، فی المنطقة بشهادة الاعداء والاصدقاء؟، من الذی  حاول بكل ما یملك من امكانیات لتقدیم المساعدات الانسانیة للشعب الیمنی المنكوب بالتحالف الجاهلی؟.

لقد كان الامین العام لحزب الله سماحة السید حسن نصرالله مصیبا عندما قال ان الامة الیوم فی نكبة جدیدة  تتمثل فی المشروع الامیركی الاسرائیلی التكفیری ، وان النكبة الجدیدة أخطر من النكبة الاولى فالنكبة الاولى اضاعت فلسطین ولكن بقیت القضیة الفلسطینیة ، بینما النكبة التكفیریة ستضیع القضیة الفلسطینیة ومعها دول المنطقة والامة.

 

رغم كل النكبات ورغم الجاهلیة الجدیدة التی یعاد انتاجها ، تبقى الشعوب اقوى من كل المستكبرین والصهاینة والتكفیریین ، وما المقاومة التی تتجلى بابهى واسمى صورها فی لبنان والیمن وسوریا والعراق ، ضد الجاهلیة الجدیدة ، الا مؤشرعلى ان الشعوب لا یمكن ان تستسلم ، مادامت متسلحة بالایمان والوعی والبصیرة.

بقلم:ماجد حاتمی

انتهىhttp://ar.shafaqna.com

 

مطالب مشابه