پنج شنبه 6 اردیبهشت 1403

14 August 2023

آیة الله الاراکي: إیران منفتحة علی أي مشروع لحل مشاکل العالم الإسلامي

أکّد الأمین العام للمجمع العالمی للتقریب بین المذاهب الإسلامیة ، آیة الله محسن آراکی أنّ الخلاف بین الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة والسعودیة "لم یصِل الی نقطة لا رجعة فیها"، وانّ إیران مستعدة لحوار بینها وبین دول الخلیج الفارسی. وهی منفتحة علی أی طرح "لحل مشاکل العالم الاسلامی وإنهاء التفرقة وإصلاح ذات البین".


و فی حدیث لصحیفة «الجمهوریة» اللبنانیة نشرته الیوم الثلاثاء: أنّ "لمجمع التقریب بین المذاهب دوراً کبیراً فی کبح جماع الفتن، إذ إنه استطاع ان یثیر همّ المصلحین فی هذا العالم، وخصوصاً فی العالم الاسلامی، ویدعوهم الی تأسیس مشاریع تقریبیة ورفع النداء التقریبی فی مختلف الدول الاسلامیة، ولولا مشروع التقریب وجهود التقریبیین لرأینا العالم الاسلامی امتلأ حروباً وفتناً".

وأشار إلی أن المؤتمرات التی نظمها المجمع فی باکستان ومالیزیا واندونیسیا ومصر والعراق والجزائر وترکیا "کان لها أثر کبیر فی کبح جماح الدعوات التمزیقیة والمفرقة".

وردًا عن سؤال أوضح آیة الله آراکی أن إیران أبدت استعدادها للمشارکة فی الحوار بین المذاهب الذی دعا الیه الملك السعودی الراحل عبدالله بن عبد العزیز. کاشفًا عن استعداد ايران والمجمع للمشاركة في ذلك المؤتمر وتقديم الدعم له ولكن المشروع لم يتابع .

واوضح سماحته بانه اقترح على السعودية بان تترأس لجنة المساعي الحميدة التابع لمجمع التقريب والمكون من كبار علماء السنة والشيعة لتسوية مشاكل وازمات العالم الاسلامي مثل العراق وسوريا ولبنان ومصر و..مؤكدا ان الجهود التقريبية هي التي تثمر وان الاصلاح يغلب الفساد .

وعن تبریر السعودیین لحربهم علی الیمن بأنهم یشعرون أن إیران تطّوقهم، قال آیة الله آراکی: "هذه ایضاً من القضایا التی لا بد من أن یعاد النظر فیها.. أساساً لماذا تشعر السعودیة بالتنافس مع الجمهوریة الاسلامیة؟ یمکن للسعودیة ان تستوعب إیران وتتعاون معها ".

وأکد آیة الله آراکی أن إیران لا تسعى لمعاداة السعودية بل سعت دائما لان تكون معها علاقات جيدة ولكن السعودية هي التي كانت تحاول دائما الابتعاد عن ايران وتسوق بان ايران عدوا للمنطقة وتريد ابتلاع دول الخليج الفارسي .

و نصح الامين العام لمجمع التقريب العرب التعاون مع ايران كبلد اسلامي له مصالح مشتركة مع سائر الدول الاسلامية لبناء قوة اسلامية موحدة یهابها أعداؤها، ولا تستطیع لا «إسرائیل» ولا امیرکا ولا اوروبا ان تؤثر علی قراراتها، وهذا ما یشکّل مصلحة اسلامیة عامة أساسیة تستطیع من خلالها البلدان الاسلامیة تحقیق مصالحها وتتجنّب المشکلات والاخطار التی تهددها.

وردًا على سؤال أکد آیة الله آراکی أن الجمهوریة الاسلامیة لا تفكر يوما من الايام ان تنقم من الدول التي عادتها حتى تلك التي دعمت صدام في حربه المفروضة على ايران ، مشيرا الى ان بعض الدول العربية اعتمدت في تعاملها مع ايران على توجهات واملاءات اعداء الامة الاسلامية فشككت في نيات اصداقائها ، معربا عن امله بان تزول هذه التصورات المغلوطة عن ايران ويعم الوئام والتعاون معها لان ايران لا زالت مستعدة للتعاون مع جميع الدول الاسلامية في كافة المجالات .

وعمّا إذا کان الخلاف بین إیران والسعودیة وصل الی نقطلة اللارجوع، أجاب آیة الله آراکی: "فی عالم السیاسة والتدبیر لا یمکن ان تکون هناك نقطة لا رجعة فیها، والحکماء دائماً یرون انّ الرجوع من الطریق الخطأ هو الصحیح. ولا بدّ من أن یوجد حکماء وعقلاء یتفقون فی زمن ما علی انّ هنالك اخطاء ارتکبت ولا بد من تصحیحها".

وعن تطورات اليمن اوضح اية الله الاراكي ان الازمة اليمنية يمكن حلها عن طريق تغليب العقل والمنطق على العواطف والاحاسيس والغضب في اشارته الى الهجوم السعودي على اليمن بانه غضب سعودي على "انصار الله" معتبرا اياه بالاسلوب الخاطئ الذي فاقم الازمة اليمنية .

ودعا سماحته في هذا السياق الى انتهاج الحل الحواري لتسوية الازمة اليمنية في بلد محايد كعمان او الجزائر شريطة ان يملك اصحاب القرار غضبهم .

و عن تطورات الوضع فی لبنان اعرب اية الله الاراكي عن تفائله باستطاعة اللبنانيين لحل مشاكلهم مهما كانت معقدة وصعبة لانهم يملكون تجربة التعايش بين الديانات والمذاهب على مدى ثرون ما لا تملكه اي دولة اخرى في العالم الاسلامي ولانهم منفتحين فكريا على جميع الثقافات الامر الذي يمهد لهم طريق الحل ، مشيرا الى ان هذه العناصر تجعل من الشعب اللبناني اقوى من ان يستطيع احد ان يمزقهم ويشعل فتيل الخلاف بينهم .

وختم آیة الله آراکی معتبرًا أنه "لو لم تکن فی لبنان هذه التجربة وهذه الهمّة لکانَ مُرشّحاً لأن یکون قمّة الحروب الداخلیة، ولکن نجد انّ هناک حالة من التآلف والامن والاستقرار، ولله الحمد انّ هنالک عقلاً لبنانیاً یستطیع التغلّب علی المشکلات".
المصدر : وكالة انباء التقريب