وتابع: "أمّا المرحلة الثانیة من هذا المشروع والتی تمّت المباشرةُ بها فالأعمال تجری فیه على قدمٍ وساق وهو الجزء الواقع فوق حزام القبّة الشریفة، حیث تمّ فی البدء قلعُ البلاطات الذهبیة البالغ عددها (9,217) بلاطةً وترقیمُها من أجل إعادتها فیما بعد، وتجری علیها نفسُ الأعمال آنفة الذكر والخاصّة بالصیانة ومعالجة التشقّقات والمناطق التی تعرّضت الى أعمال قصفٍ أبّان فترة الانتفاضة الشعبانیة المباركة وصولاً الى أعمال تركیب البلاطات الذهبیة، وذلك بعد أخذ القیاسات والأوزان الخاصة بالتركیب".
وبیّن الصائغ: "إنّ البلاطات الذهبیة والنحاسیة المرفوعة من القبّة تمّ تنصیبها قبل (263) سنة وأُعیدت صیانتها وتذهیبها بین عامی (1968-1970)، وجمیع هذه الأعمال تجری بإشرافٍ وتنسیقٍ مباشرٍ مع قسم الشؤون الهندسیة فی العتبة العلویة المقدّسة".
یُذكر أنّ جمیعَ تفاصیل المشروع تتمّ وفق رأی وتوجیهات المرجعیة العُلیا التی لها اطّلاعٌ كامل على المشروع وقد أكّدت على ضرورة الحفاظ على الطابوق المذهّب وضرورة إعادة جمیع القطع الذهبیة المرفوعة من القبّة بعد صیانتها من أجل الحفاظ على الجانب التراثی والروحیّ والآثاری، مشدّدةً على أنّ هذه الأمور یجب أن تُراعى ضمن أیّ مشروع یُنفّذ داخل مبنى العتبة لأنّه مبنى قدیم تجاوز عمره (400) سنة، مع الحفاظ علیه من جانب البعد العبادی والروحی.
الجدیر بالذكر أنّ تنفیذ هذا المشروع فی إطار التعاون الفنّی بین العتبات المقدّسة، ویأتی بعد النجاح الذی حقّقته الكوادر الفنیة للعتبة العباسیة المقدّسة فی أعمال تذهیب منائر حرم أبی الفضل العباس(علیه السلام) ومآذن مزار السید محمد بن الإمام علی الهادی(علیهما السلام)، وبعد امتلاكها الخبرة الكافیة فی هذا المجال أصبحت تضاهی بل تتفوّق على الأعمال المشابهة والمنفّذة بعمالة أجنبیة، حیث واصل قسمُ المشاریع الهندسیة فی العتبة العباسیة المقدّسة سعیه لتنفیذ مشاریع مماثلة فی باقی العتبات المقدّسة ومزارات العراق الشریفة والاستمرار بتقدیم الأكثر والأفضل ضمن خطّته الداعیة والداعمة إلى مواكبة التطوّر العلمی والعمرانیّ العالمیّ، وشملت الخبرة هذه عملیات التصمیم والتصنیع وما یتضمّنها من أعمال صناعة للبلاطات النحاسیة والطرق واللصق لشرائح الذهب الخالص والتطعیم بالمینا والنقش وما یستتبعها من الفحوصات النوعیة والبناء والتركیب.