logo logo
  • تاریخ انتشار:‌ 1393/12/26 - 12:00 ق.ظ
  • چاپ
وكيل الأزهر: الدين لا يصطدم مع السياسة ولكن لا يجوز أن يطوع الدين لخدمة السياسة

وكیل الأزهر: الدین لا یصطدم مع السیاسة ولكن لا یجوز أن یطوع الدین لخدمة السیاسة

أكد الدكتور عباس شومان وكیل الأزهر الشریف أن "الدین لا یصطدم مع السیاسة، ولكن لا یجوز أن یطوع الدین لخدمة السیاسة، ولا یجوز أن یصطنع العالم حكمًا شرعیًّا لیرضى به أصحاب السیاسة"

قال الدكتور عباس شومان، وكیل الأزهر الشریف، إن هناك فریقًا یرى عدم وجود أى رابط بین الدین والسیاسة، بینما یرى فریق آخر أن الدین تربطه علاقة قویة بالسیاسة، وأن السیاسة یجب أن تلتزم بالمعاییر الدینیة، ویرون فى ذلك مخالفة للدین، مضیفًا أن الفریق الأول یختصر الدین فى باب العبادات كالصلاة والصوم والحج، رغم أن العبادات باب واحد فى الفقه الإسلامى، وهناك أبواب فى المعاملات والجنایات والسیاسة الشرعیة، وغیرها من الأبواب التى ینظمها الدین .

 

وأوضح وكیل الأزهر، فى ندوة ثقافیة بعنوان "الدین والسیاسة من المنظور الفقهى السیاسى"، نظمها الرواق الأزهرى برعایة الدكتور أحمد الطیب شیخ الأزهر الشریف، مساء أمس الاثنین، أن سبب هذا الاختلاف جاء نتیجة تفسیر السیاسیین الخاطئ للسیاسة، فبعض السیاسیین ینتزعون معیار الأخلاق من السیاسة، كما یرون أن السیاسة متغیرة والدین ثابت، وهذا خطأ فى فهم الدین، فلیس كل ما فى الدین هو من الثوابت، فالثوابت فى الدین فقط هى الفرائض والمحرمات، وبقیة الأحكام مثل المباحات والمندوبات والمكروهات هى مرنة وقابلة للتغییر، بل إن المحرمات أحیانًا تدخل فى باب المرونة فى حالة الضرورات، طبقًا للقاعدة الفقهیة "الضرورات تبیح المحظورات" فالدین والسیاسة یمكن أن یلتقیا، ولیس من اللازم أن یكونا متناقضین.

 

وطالب وكیل الأزهر علماء الدین بالابتعاد عن ممارسة العمل السیاسى، ولیس عن السیاسة، لأنهم لا یحملون مهارات العلوم السیاسیة والممارسات الدبلوماسیة، وإذا قاموا بذلك یسیئون لعلمهم الشرعى عندما یخطأون فى ممارسة السیاسة التى لا یجیدونها، فالعالم یجب أن یكون موجهًا ومعلمًا للسیاسیین عندما یطلب منه التوجیه والإرشاد، لأن السیاسیین یعلمون فى السیاسة ما لا یعرفه العلماء، وقد قال رسول الله – صلى الله علیه وسلم – لصحابته : ( أنتم أعلمُ بشؤون دُنیاكم).

 

وأكد الدكتور عباس شومان أن الدین لا یصطدم مع السیاسة، ولكن لا یجوز أن یطوع الدین لخدمة السیاسة، ولا یجوز أن یصطنع العالم حكمًا شرعیًّا لیرضى به أصحاب السیاسة، ولكن إذا طُلب من العلماء رأى شرعى، یجوز لهم أن یبحثوا من صمیم الدین ما یتوافق مع الوضع القائم فى المجتمع، لا أن یختلق حكمًا من خارج الدین، فالعالم یجب أن یكون بعیدًا عن ممارسة العمل السیاسى، ولكن لیس بعیدًا عن السیاسة، وعلماء الدین والسیاسیین یمكن یقدموا الكثیر لمصلحة الوطن والمجتمع، فالإسلام یجیز كل مافیه منفعة للناس.

 

 
نهایة الخبر - وکالة رسا للانباء

مطالب مشابه