logo logo
  • تاریخ انتشار:‌ 1393/12/04 - 12:00 ق.ظ
  • چاپ
رئيس الرابطة الإسلامية السنية في لبنان: رسالة السيد الخامنئي جاءت في ظروف خطيرة تمر بها الصحوة الإسلامية

رئیس الرابطة الإسلامیة السنیة فی لبنان: رسالة السید الخامنئی جاءت فی ظروف خطیرة تمر بها الصحوة الإسلامیة

أكد الشیخ احمد نصار رئیس الرابطة الإسلامیة السنیة فی لبنان أن الرسالة التی بعثها السید الخامنئی إلى جیل الشباب فی الغرب تعتبر هی الأولى على صعید العالم الإسلامی وتصدر من أعلى سلطة فی دولة إسلامیة .

واعتبر رئیس الرابطة الإسلامیة السنیة فی لبنان سماحة المفتی الشیخ أحمد نصار أن رسالة سماحة السید على الخامنئی؛ مرشد الثورة الإسلامیة الإیرانیة، تأتی فی وقت تحظى فیه الثورة الإسلامیة فی إیران بأولویة خاصة فی مختلف الساحات المحلیة والإقلیمیة والدولیة، بهدف استجلاء كل جوانبها واستشراف مستقبلها، وخاصة ببعدها الثقافی والمعرفی وقوة المبدأ والإرادة والحضور السیاسی، والفكری الإسلامی.

لقد امتازت رسالة سماحة السید علی الخامنئی إلى الشباب الغربی، أنّها الأولى على صعید العالم الإسلامی، كونها من أعلى سلطة حاكمة فی دولة إسلامیة توجّه رسالة إلى مكوّن من مكونات الشعوب الغربیة، وفی ظل مرحلة خطیرة تمر بها صورة الدعوة الإسلامیة السمحة غربیاً، من خلال جماعات رادیكالیة وبتحریض ودعم من منظمات صهیونیة تلمودیة ماسونیة، تستهدف تشویه صورة الإسلام والمسلمین، وخصوصاً بعد فبركة أحداث باریس الأخیرة.

كما تظهر أهمیة هذه الرسالة فی أبعادها على الصعید الدبلوماسی؛ حیث أصدرت الحكومة الإیرانیة توجیهاتها اللازمة لسفاراتها فی كافة الدول الغربیة لمتابعة تلك الرسالة والعمل على ترجمتها ونشرها فی محیطها، مؤكدة تصدر الجمهوریة الإیرانیة كدولة ومرجعیة فی الدفاع عن الإسلام وبیان صورته الحقیقیة والتصدی لقوى الظلام التی ترید دمار المجتمعات ومبادئ التعبد والأخلاق والحوار لضمان مصالحها.

إن الرسالة تخاطب الشعوب الغربیة عموماً وإن كان من خلال خاصیّة الشباب، وذلك كونهم قادة المستقبل، وهی إشارة إلى أن غالب ساسة الغرب لا یریدون الحوار، لأنهم جزء من المؤامرة والحرب التی تشن على الإسلام والمسلمین، وبث الكراهیة والعصبیّة، ومن هنا كانت دعوة السید الخامنئی للشباب الغربی تحدیداً للبحث عن حقیقة الإسلام بعیداً عن الفكر السلبی وتأثیرات السلطة فی بلادهم، ووسائل الإعلام الصهیو-غربیة، والصهیو-أمریكیة التی تحاول جاهدة تشویه صورة الإسلام المتسامحة والحضاریة والمؤمنة بالاعتدال والمساواة والحریة والتعایش المشترك مع كل أمم الأرض.

ویلفت سماحة السید الخامنئی فی بدایة خطابه إلى مبدأ أساسی من مبادئ العقیدة الإسلامیة وهو الأسرة، وذلك من خلال احترامه للرابط الأسری ودوره فی صیاغة شخصیة أبنائها، تلك الأسرة التی یكاد یتحلل منها بالكلیة المجتمع الغربی، ویفرض دمارها على العالم الإسلامی. فالأسرة هی النواة الأولى فی بناء أی مجتمع، وفی ظلالها یتربى الفرد الصالح وتنمو المشاعر الصالحة لدیه، ومشاعر الأبوة والأمومة والبنوة والأخوة، ویتعلم من خلالها التعاون على الخیر والبر، فهی المهد الحقیقی للطبیعة الإنسانیة، والمناشط الفكریة والسلوكیة التی تستوعب الحیاة كلها، وتؤهل الفرد للعمل الجماعی من أجل حیاة كریمة تصان فیها الدماء والأموال والأعراض والعدالة فی الأرض.

وتركز الرسالة من جهة أخرى على منطلق البحث والمقارنة لأهل الغرب وخصوصا الشباب، الغرب الذی انتفض على الظلم فی ثورتهمنذ قرون، ثم قضى على الحروب المذهبیة فی داخل مجتمعه، تعرّضت ثورته لانحرافات صهیونیة أدّت به إلى رفض فكرة دولة القیم التی تبنى على الأخلاق الدینیة، واعتماد دولة فصل الدین عن كافة مناحی الحیاة، حیث تصبح المصالح المادیة البعیدة عن القیم، هی منهجیتها الغربیة الاستعماریة اتجاه بلاد المسلمین منذ عدة قرون، والمستمرة إلى الآن، وبأقبح صور هدر كرامة المسلمین والتعدی على أوطانهم ونهب خیراتهم وبث عوامل الفرقة والعصبیة المذهبیة والقومیة وغیرها، وقتل الملایین منهم، الأمر الذی تسبب بتطرف جزء من أفراد بعض الشعوب الإسلامیة، والتی غالب الأنظمة الغربیة الیوم تجییر هذا التطرف المصطنع من قبلها بأنه جزء من المعتقد الإسلامی.

فكانت دعوة السید الخامنئی الشباب الغربی، وأمام العولمة وتطور وسائل التواصل المخترقة لكل الحدود الجغرافیة بین الدول، للبحث العقلانی والفكری العمیق والجاد بالتاریخ الإسلامی، وتشكیل رؤیته بنفسه عما یمثله الإسلام، والمرتكز على الوقائع والحقائق، للتعرف على حقیقة التطرف وعن الأیدیولوجیة المصطنعة غربیاً لتمدد هذا التطرف، والذی یحاول البعض أن یلصقه بالإسلام والمسلمین، الذی هم منه براء.

إن رسالة سماحة السید الخامنئی للغرب، والمتزامنة مع الذكرى السادسة والثلاثین لانتصار الثورة الإسلامیة الإیرانیة جاءت لتؤكد على الرؤیة الحضاریة للشریعة الإسلامیة والمتفوقة على العلمانیة الغربیة التی فشلت فی تقدیم أنموذج للتعامل مع الدین كظاهرة بشریة مستمرة مع الوجود الإنسانی، كما اصطدمت بمشاكل فقدان الثقة بمفهوم التقدم الغربی والحضارة والعدالة والحریة والمساواة الإنسانیة.

كما وتؤكد بأن الثورة الإسلامیة لا تزال تواصل التقدم على كافة الصعد وخاصة فی النموذج الإسلامی للحكم وكقوة دولیة وفكریة، وكمحور مهم من محاور الصراع الحضاری المختلفة فی العالم، والتی ترفض إظهار الإسلام كعدو جدید للغرب وتكریس ما یسمى بالاسلاموفوبیا أی الخوف من الدین الإسلامی.

المصدر: وكالة أنباء التقریب

مطالب مشابه