چهارشنبه 5 اردیبهشت 1403

14 August 2023

رئيس الرابطة الإسلامية السنية في لبنان: رسالة السيد الخامنئي جاءت في ظروف خطيرة تمر بها الصحوة الإسلامية

أكد الشيخ احمد نصار رئيس الرابطة الإسلامية السنية في لبنان أن الرسالة التي بعثها السيد الخامنئي إلى جيل الشباب في الغرب تعتبر هي الأولى على صعيد العالم الإسلامي وتصدر من أعلى سلطة في دولة إسلامية .


واعتبر رئيس الرابطة الإسلامية السنية في لبنان سماحة المفتي الشيخ أحمد نصار أن رسالة سماحة السيد على الخامنئي؛ مرشد الثورة الإسلامية الإيرانية، تأتي في وقت تحظى فيه الثورة الإسلامية في إيران بأولوية خاصة في مختلف الساحات المحلية والإقليمية والدولية، بهدف استجلاء كل جوانبها واستشراف مستقبلها، وخاصة ببعدها الثقافي والمعرفي وقوة المبدأ والإرادة والحضور السياسي، والفكري الإسلامي.

لقد امتازت رسالة سماحة السيد علي الخامنئي إلى الشباب الغربي، أنّها الأولى على صعيد العالم الإسلامي، كونها من أعلى سلطة حاكمة في دولة إسلامية توجّه رسالة إلى مكوّن من مكونات الشعوب الغربية، وفي ظل مرحلة خطيرة تمر بها صورة الدعوة الإسلامية السمحة غربياً، من خلال جماعات راديكالية وبتحريض ودعم من منظمات صهيونية تلمودية ماسونية، تستهدف تشويه صورة الإسلام والمسلمين، وخصوصاً بعد فبركة أحداث باريس الأخيرة.

كما تظهر أهمية هذه الرسالة في أبعادها على الصعيد الدبلوماسي؛ حيث أصدرت الحكومة الإيرانية توجيهاتها اللازمة لسفاراتها في كافة الدول الغربية لمتابعة تلك الرسالة والعمل على ترجمتها ونشرها في محيطها، مؤكدة تصدر الجمهورية الإيرانية كدولة ومرجعية في الدفاع عن الإسلام وبيان صورته الحقيقية والتصدي لقوى الظلام التي تريد دمار المجتمعات ومبادئ التعبد والأخلاق والحوار لضمان مصالحها.

إن الرسالة تخاطب الشعوب الغربية عموماً وإن كان من خلال خاصيّة الشباب، وذلك كونهم قادة المستقبل، وهي إشارة إلى أن غالب ساسة الغرب لا يريدون الحوار، لأنهم جزء من المؤامرة والحرب التي تشن على الإسلام والمسلمين، وبث الكراهية والعصبيّة، ومن هنا كانت دعوة السيد الخامنئي للشباب الغربي تحديداً للبحث عن حقيقة الإسلام بعيداً عن الفكر السلبي وتأثيرات السلطة في بلادهم، ووسائل الإعلام الصهيو-غربية، والصهيو-أمريكية التي تحاول جاهدة تشويه صورة الإسلام المتسامحة والحضارية والمؤمنة بالاعتدال والمساواة والحرية والتعايش المشترك مع كل أمم الأرض.

ويلفت سماحة السيد الخامنئي في بداية خطابه إلى مبدأ أساسي من مبادئ العقيدة الإسلامية وهو الأسرة، وذلك من خلال احترامه للرابط الأسري ودوره في صياغة شخصية أبنائها، تلك الأسرة التي يكاد يتحلل منها بالكلية المجتمع الغربي، ويفرض دمارها على العالم الإسلامي. فالأسرة هي النواة الأولى في بناء أي مجتمع، وفي ظلالها يتربى الفرد الصالح وتنمو المشاعر الصالحة لديه، ومشاعر الأبوة والأمومة والبنوة والأخوة، ويتعلم من خلالها التعاون على الخير والبر، فهي المهد الحقيقي للطبيعة الإنسانية، والمناشط الفكرية والسلوكية التي تستوعب الحياة كلها، وتؤهل الفرد للعمل الجماعي من أجل حياة كريمة تصان فيها الدماء والأموال والأعراض والعدالة في الأرض.

وتركز الرسالة من جهة أخرى على منطلق البحث والمقارنة لأهل الغرب وخصوصا الشباب، الغرب الذي انتفض على الظلم في ثورتهمنذ قرون، ثم قضى على الحروب المذهبية في داخل مجتمعه، تعرّضت ثورته لانحرافات صهيونية أدّت به إلى رفض فكرة دولة القيم التي تبنى على الأخلاق الدينية، واعتماد دولة فصل الدين عن كافة مناحي الحياة، حيث تصبح المصالح المادية البعيدة عن القيم، هي منهجيتها الغربية الاستعمارية اتجاه بلاد المسلمين منذ عدة قرون، والمستمرة إلى الآن، وبأقبح صور هدر كرامة المسلمين والتعدي على أوطانهم ونهب خيراتهم وبث عوامل الفرقة والعصبية المذهبية والقومية وغيرها، وقتل الملايين منهم، الأمر الذي تسبب بتطرف جزء من أفراد بعض الشعوب الإسلامية، والتي غالب الأنظمة الغربية اليوم تجيير هذا التطرف المصطنع من قبلها بأنه جزء من المعتقد الإسلامي.

فكانت دعوة السيد الخامنئي الشباب الغربي، وأمام العولمة وتطور وسائل التواصل المخترقة لكل الحدود الجغرافية بين الدول، للبحث العقلاني والفكري العميق والجاد بالتاريخ الإسلامي، وتشكيل رؤيته بنفسه عما يمثله الإسلام، والمرتكز على الوقائع والحقائق، للتعرف على حقيقة التطرف وعن الأيديولوجية المصطنعة غربياً لتمدد هذا التطرف، والذي يحاول البعض أن يلصقه بالإسلام والمسلمين، الذي هم منه براء.

إن رسالة سماحة السيد الخامنئي للغرب، والمتزامنة مع الذكرى السادسة والثلاثين لانتصار الثورة الإسلامية الإيرانية جاءت لتؤكد على الرؤية الحضارية للشريعة الإسلامية والمتفوقة على العلمانية الغربية التي فشلت في تقديم أنموذج للتعامل مع الدين كظاهرة بشرية مستمرة مع الوجود الإنساني، كما اصطدمت بمشاكل فقدان الثقة بمفهوم التقدم الغربي والحضارة والعدالة والحرية والمساواة الإنسانية.

كما وتؤكد بأن الثورة الإسلامية لا تزال تواصل التقدم على كافة الصعد وخاصة في النموذج الإسلامي للحكم وكقوة دولية وفكرية، وكمحور مهم من محاور الصراع الحضاري المختلفة في العالم، والتي ترفض إظهار الإسلام كعدو جديد للغرب وتكريس ما يسمى بالاسلاموفوبيا أي الخوف من الدين الإسلامي.

المصدر: وكالة أنباء التقريب