واضاف سماحته ان " المرجعیة التی دعت الى الجهاد وحمایة العقیدة والامة والوطن هی أیضا من تحمی الجهاد والمجاهدین من أی تدلیس او تشویه او انحراف ، وفی هذه الظروف المقلقة والمتداخلة جاء البیان التاریخی للمرجعیة لیمیز بین جهاد مزعوم منحرف وضال واخر مقدس یخضع بصرامة لضوابط الدین المحمدی الأصیل ، فالإرهاب الاعمى الیوم یغتصب النساء ویسبی الحرائر ویستبیح الدماء بعنوان الجهاد ویرتكب أبشع الآثام تحت غطاء ومسمى الخلافة الإسلامیة ، فجاء بیان المرجعیة العلیا كی یبین للامة وللعالم اجمع معاییر الجهاد المقدس الذی نتحدث عنه نحن وما یمیزه عن الجهاد المزعوم للقوى الإرهابیة كی لا تختلط المسمیات فی زحمة الاحداث ، ویبدأ البیان بمخاطبة المقاتلین فی جبهات القتال مع المعتدین ، فجهادهم المزعوم اعتداء وجهادنا المقدس دفاع ، وهذه هی المفصلیة الأساسیة بین جهادنا وجهاد الإرهاب".
وتابع"وبعدها یستمر البیان وعلى امتداد 20 فقرة من التوضیح والشرح والتحدید ما یرتقی الى اعتباره وثیقة دولیة إنسانیة فی تحدید وضبط الیات العمل العسكری وحمایة المدنیین فی ساحات القتال ومنهجاً اسلامیاً اصیلاً فی تحدید الاطار الشرعی للجهاد استناداً الى النصوص الدینیة فی التعامل مع مختلف الحالات التی یتعرض لها المقاتلون فی الجبهات سواء كانت حالات أخلاقیة او ظروف نفسیة واجتماعیة وعسكریة ، ونرى فی البیان انه ابتدأ بالتركیز على الجانب المعنوی من الالتزام بالصلوات فی اوقاتها والاكثار من ذكر الله تعالى وتلاوة القرآن الكریم بقوله {ولا یفوتنكم الاهتمام بصلواتكم المفروضة ".
واوضح "ركز البیان علی الصلاة و كثرة ذكر الله سبحانه وتلاوة كتابه و اهمیة التحلی بالاخلاق الاسلامیة الحمیدة و العمل بخُلق النبی واهل بیته مع الاخرین فی الحرب والسلم جمیعاً و التمسك بمكارم الاخلاق ویتمسكوا بمكارم الاخلاق ، كما سلط الضوء على فقرة تحدد الجهاد بآدابه وحدوده سواء كان مع المسلمین او مع غیرهم. هذه هی اخلاق الإسلام الأصیل وهذا هو جهادهم اما جهاد الإرهاب والانحراف والفكر المسموم فهو جهاد یتلذذ بحرق الاسرى وهم احیاء واغتصاب النساء وتسمیم الأنهر وجلد الأطفال وقتلهم ".
وتابع السید عمار الحكیم " ویؤكد البیان على حرمة قتل النفس البشریة او التعرض للاموال والممتلكات بغیر ما أحلّ الله تعالى وبهذا تؤكد المرجعیة العلیا ان عدوكم هو من یحمل السلاح من الإرهابیین ویروم قتلكم ، ویؤشر البیان الى بعض التفاصیل العملیة التی قد تلتبس فیها الامور، هذا هو جهادنا وهذا هو دیننا وهذه هی عقیدتنا وعلى العالم الذی یدعی التحضر ان یمیز جیدا بین جهاد الانحراف الإرهابی وجهاد الاسلام المحمدی ، وبین جهاد الطلقاء وجهاد الاصلاء ".
و استمر قائلا " ویستمر البیان فی توثیق الحدود الشرعیة لجهادنا ضد الهجمة الإرهابیة المنحرفة، این هذا الفكر الانسانی الاسلامی الراقی من فكر التكفیر المنحرف ، .. ان جوهر المشكلة لیس فی القاعدة او داعش او بوكو حرام او التسمیات الاخرى التی یطلقونها هنا او هناك ، وانما هو فی الفكر المنحرف والتكفیری المتشدد الذی یخلق البیئة الملوثة التی تساعد على نمو الإرهاب باسم الدین والعقیدة ".
واشار سماحته الى ان " البیان یستمر فی اشاعة روح التسامح و ان الجرائم الوحشیة والظلم الكبیر الذی ارتكبه الارهاب الداعشی لا یُواجه باعتداء مقابل وظلم فی معاملة الناس والمناطق التی یتواجد فیها الداعشیون ، وهكذا الاشارات المهمة فی سائر فقراته ، ان هذا البیان لا یخص المقاتلین وحدهم ، وانما یعنینا جمیعا ، وعلى كل مسلم وعراقی ان یطلع علیه ویتعمق فیه ویعمل به فهو وثیقتنا امام التاریخ فی لحظة تاریخیة مضطربة توقدت فیها الفتنة ، ومن المهم ان یترجم هذا البیان الى كل اللغات الحیة كی یعرف العالم اننا فی زمن القتل على الهویة نلتزم بتعالیم رسولنا الكریم محمد {ص} ، وان اتباع اهل البیت لا یقاتلون انتقاما او تشفیاً ولا یحرقون اسراهم ولا یقتلون الناس على الهویة كما یصنع ادعیاء الجهاد الداعشی فی سبایكر وبادوش ومواقع كثیرة اخرى ".
اننا ننتفض لاغتیال الشیعی و السنی علی السواء
وفی محور اخر قال رئیس المجلس الاعلى الاسلامی العراقی السید عمار الحكیم " لقد حدث فی الاسبوع المنصرم اختراق أمنی كبیر تمثل باغتیال الشیخ قاسم الجنابی وابن أخیه وحمایته ومرافقیه ، وهو عمل شائن ومدان ومكشوف الغایات ، حیث یرمی الى تعمیق الفتنة الطائفیة ونشرها على اكبر مساحة ممكنة من الوطن ، واننا اذ نستنكر هذه الجریمة النكراء بأشد العبارات ونحمل الجهات الأمنیة المعنیة مسؤولیة الكشف عن الجناة بأسرع وقت .. فأننا ندعو جمیع الاخوة الشركاء الى عدم التسرع فی اطلاق الاتهامات وتوجیه أصابع الاتهام نحو مكون محدد من مكونات الشعب ، وقد كان معیباً للغایة ما انتشر فی بعض المقاطع الصوتیة من كلمات طائفیة غیر مسؤولة تفوه بها البعض".
و اضاف "اننا ننتفض لاغتیال الشیعی والسنی على السواء لأننا نؤمن ان الشعب مستهدف بكافة مكوناته بسنته وشیعته وعربه وكرده وتركمانه وشبكه , بمسیحییه وصابئته وایزدیته ، والغایة من اغتیال الشیخ قاسم الجنابی هی ان تكون سبباً لتبادل الاتهامات وأثارة النعرات الطائفیة ، وعلیه اوصی الجمیع ان لا یشاركوا القتلة فی جریمتهم ویساعدوهم على تحقیق مآربهم بقصد او بدون قصد ، ویجب ان نضرب بید من حدید على ید كل من تسول له نفسه التلاعب بدماء العراقیین ومستقبلهم ووحدتهم ، كما أوجه ندائی الى الاخوة فی الأجهزة الأمنیة فالظروف الحرجة التی یمر بها الوطن تحتم علیهم ان یكون الحذر اكثر".
جریمة ذبح الاقباط المصرییین بید داعش فی لیبیا
وبشان ذبح المواطنین المصریین من قبل عصابات داعش فی لیبیا فقد قال السید عمار الحكیم ان "هو تطور متوقع من قبلنا على الرغم من انه قد فاجئ البعض فقد كنا نبهنا اكثر من مرة ومن هذا المنبر على ان الإرهاب لیس حالة خاصة فی الجغرافیا العراقیة ، وانما هو غدة سرطانیة خبیثة لا توجد أی ضوابط لمنع انتشارها ، وقلنا .. انه لا یمكن لأی دولة إقلیمیة ان تنئى بنفسها عنه وانما هی مسالة وقت ، والان اعید وأؤكد على ان كل الدول العربیة والإسلامیة معرضة وبقوة للدخول الى نادی الفوضى ، وان الإرهاب لم یعد حالة محددة بتنظیم او مساحة معینة او مهتماً بقضیة محددة ، انما بات ثقافة وهی سریعة الانتشار ، خصوصا ان منافذ الفكر المنحرف مازالت مفتوحة وهی تغذی الإرهاب بالتبریرات والفتاوى المنحرفة التی تمنحه الغطاءات الشرعیة والدینیة التی یحتاجها ، ولا یمكن الانتصار على الإرهاب بالوسائل العسكریة والأمنیة فحسب".
و استمر بالقول "انما یجب ان تتم مواجهته فكریا وثقافیا وجماهیریاً ، ویجب ان تكون المعركة مع الإرهاب شاملة ومتعددة الجبهات ، لقد ظن البعض ان داعش جاءت كی تقتل الشیعة وحدهم بناء على ادبیاتها وشعاراتها ، ولكن تبین الیوم انها باتت تقتل الشیعة والسنة ، وأعلنها الیوم ومن هذا المنبر ان داعش ستقتل من اهلنا السنة اضعاف ما ستقتل من الشیعة او الأدیان الأخرى ، وأنها ستتحول الى السرطان الخبیث الذی یعیث الفساد فی أكثر من دولة عربیة وإقلیمیة ، ولذلك علینا ان نوحد جهودنا فی مواجهة الإرهاب من الموصل الى بنغازی ، فداعش هی وصمة عار على جبین الامة التی سمحت لأصحاب الفكر المنحرف فیها بإصدار أفكارهم المسمومة لینتج عنها داعش واخواتها ".
الاسرة المسلمة قتلت فی امریكا لانها مسلمة
و استطرد سماحته " وردتنا انباء عن قتل اسرة مسلمة فی الولایات المتحدة ، وان دوافع القتل كانت عنصریة أی قتلوا لانهم مسلمین ، وحقیقة ان ردة الفعل العالمیة كانت بائسة ومعیبة ، فلم نر أصوات الاستنكار تعلو ولا مسیرات عالمیة تحشد ، ولو كان القاتل مسلماً والاسرة من دیانة اخرى تصوروا ماذا ستكون ردة الفعل ، حتى ان الرئیس الأمریكی تأخر عدة أیام كی یصدر استنكاراً على اغتیال اسرة كاملة من مواطنی الولایات المتحدة ، فهل هناك عنوان أوضح لمفهوم ازدواجیة المعاییر ؟ ، وهل هناك عنوان أوضح لمفهوم الارتباك العالمی فی تعریف الإرهاب والسلوك العالمی ؟ ، .. القاتل ان كان اسوداً فهو سارق وان كان مسلماً فهو ارهابی وان كان من دیانة اخرى فهو دفاع عن النفس".
و قال فی ختام كلامه "ان الإرهاب واحد لأنه دائما ینشا من فكر منحرف سواء كان حامل هذا الفكر مسلم او مسیحی او یهودی ، والفكر المنحرف ینتج إرهاباً وارهابیین ، فلماذا هذه الازدواجیة فی المعاییر ، ولماذا هذا السلوك الدولی المعیب والمحیط فی نفس الوقت ، .. اسرة مسالمة تقتل لا لشیء الا لأنها مسلمة على ید شخص إرهابی متطرف باسم المسیحیة والدفاع عن السید المسیح لیستبیح دماء الأبریاء ، وهل نجد من یتهم المسیحیة بالارهاب كما یتهم الاسلام من البعض ؟ ، ان ازدواجیة المعاییر والتعامل الانتقائی مع القیم هو جزء من الفكر المنحرف وهو جزء من العوامل المساعدة على نمو الإرهاب " .
مطالب مشابه