شنبه 8 اردیبهشت 1403

14 August 2023

السيد عمار الحكيم يؤكد ان وصايا وتوجيهات المرجعية للمجاهدين وثيقة تاريخية

اكد رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي السيد عمار الحكيم ان وصايا وتوجيهات المرجعية الدينية للمجاهدين في ساحات القتال ضد عصابات داعش الارهابية هي وثيقة تاريخية ، ووصف جريمة اغتيال الشيخ قاسم سويدان الجنابي بالعمل الشائن والمدان والمكشوف الغايات.


قال السيد عمار الحكيم في الملتقى الثقافي الاسبوعي اليوم الاربعاء " لقد اصدرت المرجعية الدينية العليا الاسبوع المنصرم بيانا تحت عنوان "نصائح وتوجيهات للمقاتلين في ساحات الجهاد" ، وهذا البيان يحتاج منا وقفة متأنية في شكله ومضمونه ، حيث ان لدى المرجعية العليا وسائلها وقنواتها المعروفة التي من خلالها تقدم كل ماهو مفيد وموجه ومقوم للمجتمع والأمة ، ولكن ان تقوم بإصدار بيان مفصل ومطول بهذا الشكل فهو يعد وثيقة تاريخية أكثر مما هو بيان ارشادي وتوجيهي ، ومن نعم الله علينا ان وهبنا هذه المرجعية الرشيدة التي كانت ومازالت وستبقى بوصلة المؤمنين وصمام الامان للوطن والمواطن للحاضر وتوثق للمستقبل كي تحفظ للتاريخ المواقف واضحة من دون تشويه او تحريف ".

 

واضاف سماحته ان " المرجعية التي دعت الى الجهاد وحماية العقيدة والامة والوطن هي أيضا من تحمي الجهاد والمجاهدين من أي تدليس او تشويه او انحراف ، وفي هذه الظروف المقلقة والمتداخلة جاء البيان التاريخي للمرجعية ليميز بين جهاد مزعوم منحرف وضال واخر مقدس يخضع بصرامة لضوابط الدين المحمدي الأصيل ، فالإرهاب الاعمى اليوم يغتصب النساء ويسبي الحرائر ويستبيح الدماء بعنوان الجهاد ويرتكب أبشع الآثام تحت غطاء ومسمى الخلافة الإسلامية ، فجاء بيان المرجعية العليا كي يبين للامة وللعالم اجمع معايير الجهاد المقدس الذي نتحدث عنه نحن وما يميزه عن الجهاد المزعوم للقوى الإرهابية كي لا تختلط المسميات في زحمة الاحداث ، ويبدأ البيان بمخاطبة المقاتلين في جبهات القتال مع المعتدين ، فجهادهم المزعوم اعتداء وجهادنا المقدس دفاع ، وهذه هي المفصلية الأساسية بين جهادنا وجهاد الإرهاب".

 

وتابع"وبعدها يستمر البيان وعلى امتداد 20 فقرة من التوضيح والشرح والتحديد ما يرتقي الى اعتباره وثيقة دولية إنسانية في تحديد وضبط اليات العمل العسكري وحماية المدنيين في ساحات القتال ومنهجاً اسلامياً اصيلاً في تحديد الاطار الشرعي للجهاد استناداً الى النصوص الدينية في التعامل مع مختلف الحالات التي يتعرض لها المقاتلون في الجبهات سواء كانت حالات أخلاقية او ظروف نفسية واجتماعية وعسكرية ، ونرى في البيان انه ابتدأ بالتركيز على الجانب المعنوي من الالتزام بالصلوات في اوقاتها والاكثار من ذكر الله تعالى وتلاوة القرآن الكريم بقوله {ولا يفوتنكم الاهتمام بصلواتكم المفروضة ".

 

واوضح "ركز البيان علي الصلاة و كثرة ذكر الله سبحانه وتلاوة كتابه  و اهمية التحلي بالاخلاق الاسلامية الحميدة و العمل بخُلق النبي واهل بيته مع الاخرين في الحرب والسلم جميعاً و التمسك بمكارم الاخلاق ويتمسكوا بمكارم الاخلاق ، كما سلط الضوء على فقرة تحدد الجهاد بآدابه وحدوده سواء كان مع المسلمين او مع غيرهم. هذه هي اخلاق الإسلام الأصيل وهذا هو جهادهم اما جهاد الإرهاب والانحراف والفكر المسموم فهو جهاد يتلذذ بحرق الاسرى وهم احياء واغتصاب النساء وتسميم الأنهر وجلد الأطفال وقتلهم ".

 

وتابع السيد عمار الحكيم " ويؤكد البيان على حرمة قتل النفس البشرية او التعرض للاموال والممتلكات بغير ما أحلّ الله تعالى وبهذا تؤكد المرجعية العليا ان عدوكم هو من يحمل السلاح من الإرهابيين ويروم قتلكم ، ويؤشر البيان الى بعض التفاصيل العملية التي قد تلتبس فيها الامور، هذا هو جهادنا وهذا هو ديننا وهذه هي عقيدتنا وعلى العالم الذي يدعي التحضر ان يميز جيدا بين جهاد الانحراف الإرهابي وجهاد الاسلام المحمدي ، وبين جهاد الطلقاء وجهاد الاصلاء ".

 

و استمر قائلا " ويستمر البيان في توثيق الحدود الشرعية لجهادنا ضد الهجمة الإرهابية المنحرفة، اين هذا الفكر الانساني الاسلامي الراقي من فكر التكفير المنحرف ، .. ان جوهر المشكلة ليس في القاعدة او داعش او بوكو حرام او التسميات الاخرى التي يطلقونها هنا او هناك ، وانما هو في الفكر المنحرف والتكفيري المتشدد الذي يخلق البيئة الملوثة التي تساعد على نمو الإرهاب باسم الدين والعقيدة ".

 

واشار سماحته الى ان " البيان يستمر في اشاعة روح التسامح و ان الجرائم الوحشية والظلم الكبير الذي ارتكبه الارهاب الداعشي لا يُواجه باعتداء مقابل وظلم في معاملة الناس والمناطق التي يتواجد فيها الداعشيون ، وهكذا الاشارات المهمة في سائر فقراته ، ان هذا البيان لا يخص المقاتلين وحدهم ، وانما يعنينا جميعا ، وعلى كل مسلم وعراقي ان يطلع عليه ويتعمق فيه ويعمل به فهو وثيقتنا امام التاريخ في لحظة تاريخية مضطربة توقدت فيها الفتنة ، ومن المهم ان يترجم هذا البيان الى كل اللغات الحية كي يعرف العالم اننا في زمن القتل على الهوية نلتزم بتعاليم رسولنا الكريم محمد {ص} ، وان اتباع اهل البيت لا يقاتلون انتقاما او تشفياً ولا يحرقون اسراهم ولا يقتلون الناس على الهوية كما يصنع ادعياء الجهاد الداعشي في سبايكر وبادوش ومواقع كثيرة اخرى ".

 

اننا ننتفض لاغتيال الشيعي و السني علي السواء

 

وفي محور اخر قال رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي السيد عمار الحكيم " لقد حدث في الاسبوع المنصرم اختراق أمني كبير تمثل باغتيال الشيخ قاسم الجنابي وابن أخيه وحمايته ومرافقيه ، وهو عمل شائن ومدان ومكشوف الغايات ، حيث يرمي الى تعميق الفتنة الطائفية ونشرها على اكبر مساحة ممكنة من الوطن ، واننا اذ نستنكر هذه الجريمة النكراء بأشد العبارات ونحمل الجهات الأمنية المعنية مسؤولية الكشف عن الجناة بأسرع وقت .. فأننا ندعو جميع الاخوة الشركاء الى عدم التسرع في اطلاق الاتهامات وتوجيه أصابع الاتهام نحو مكون محدد من مكونات الشعب ، وقد كان معيباً للغاية ما انتشر في بعض المقاطع الصوتية من كلمات طائفية غير مسؤولة تفوه بها البعض".

 

و اضاف "اننا ننتفض لاغتيال الشيعي والسني على السواء لأننا نؤمن ان الشعب مستهدف بكافة مكوناته بسنته وشيعته وعربه وكرده وتركمانه وشبكه , بمسيحييه وصابئته وايزديته ، والغاية من اغتيال الشيخ قاسم الجنابي هي ان تكون سبباً لتبادل الاتهامات وأثارة النعرات الطائفية ، وعليه اوصي الجميع ان لا يشاركوا القتلة في جريمتهم ويساعدوهم على تحقيق مآربهم بقصد او بدون قصد ، ويجب ان نضرب بيد من حديد على يد كل من تسول له نفسه التلاعب بدماء العراقيين ومستقبلهم ووحدتهم ، كما أوجه ندائي الى الاخوة في الأجهزة الأمنية فالظروف الحرجة التي يمر بها الوطن تحتم عليهم ان يكون الحذر اكثر".

 جريمة ذبح الاقباط المصرييين بيد داعش في ليبيا

وبشان ذبح المواطنين المصريين من قبل عصابات داعش في ليبيا فقد قال السيد عمار الحكيم ان "هو تطور متوقع من قبلنا على الرغم من انه قد فاجئ البعض فقد كنا نبهنا اكثر من مرة ومن هذا المنبر على ان الإرهاب ليس حالة خاصة في الجغرافيا العراقية ، وانما هو غدة سرطانية خبيثة لا توجد أي ضوابط لمنع انتشارها ، وقلنا .. انه لا يمكن لأي دولة إقليمية ان تنئى بنفسها عنه وانما هي مسالة وقت ، والان اعيد وأؤكد على ان كل الدول العربية والإسلامية معرضة وبقوة للدخول الى نادي الفوضى ، وان الإرهاب لم يعد حالة محددة بتنظيم او مساحة معينة او مهتماً بقضية محددة ، انما بات ثقافة وهي سريعة الانتشار ، خصوصا ان منافذ الفكر المنحرف مازالت مفتوحة وهي تغذي الإرهاب بالتبريرات والفتاوى المنحرفة التي تمنحه الغطاءات الشرعية والدينية التي يحتاجها ، ولا يمكن الانتصار على الإرهاب بالوسائل العسكرية والأمنية فحسب".

 

و استمر بالقول  "انما يجب ان تتم مواجهته فكريا وثقافيا وجماهيرياً ، ويجب ان تكون المعركة مع الإرهاب شاملة ومتعددة الجبهات ، لقد ظن البعض ان داعش جاءت كي تقتل الشيعة وحدهم بناء على ادبياتها وشعاراتها ، ولكن تبين اليوم انها باتت تقتل الشيعة والسنة ، وأعلنها اليوم ومن هذا المنبر ان داعش ستقتل من اهلنا السنة اضعاف ما ستقتل من الشيعة او الأديان الأخرى ، وأنها ستتحول الى السرطان الخبيث الذي يعيث الفساد في أكثر من دولة عربية وإقليمية ، ولذلك علينا ان نوحد جهودنا في مواجهة الإرهاب من الموصل الى بنغازي ، فداعش هي وصمة عار على جبين الامة التي سمحت لأصحاب الفكر المنحرف فيها بإصدار أفكارهم المسمومة لينتج عنها داعش واخواتها ".

 

الاسرة المسلمة قتلت في امريكا لانها مسلمة 

 

و استطرد سماحته " وردتنا انباء عن قتل اسرة مسلمة في الولايات المتحدة ، وان دوافع القتل كانت عنصرية أي قتلوا لانهم مسلمين ، وحقيقة ان ردة الفعل العالمية كانت بائسة ومعيبة ، فلم نر أصوات الاستنكار تعلو ولا مسيرات عالمية تحشد ، ولو كان القاتل مسلماً والاسرة من ديانة اخرى تصوروا ماذا ستكون ردة الفعل ، حتى ان الرئيس الأمريكي تأخر عدة أيام كي يصدر استنكاراً على اغتيال اسرة كاملة من مواطني الولايات المتحدة ، فهل هناك عنوان أوضح لمفهوم ازدواجية المعايير ؟ ، وهل هناك عنوان أوضح لمفهوم الارتباك العالمي في تعريف الإرهاب والسلوك العالمي ؟ ، .. القاتل ان كان اسوداً فهو سارق وان كان مسلماً فهو ارهابي وان كان من ديانة اخرى فهو دفاع عن النفس".

 

و قال في ختام كلامه "ان الإرهاب واحد لأنه دائما ينشا من فكر منحرف سواء كان حامل هذا الفكر مسلم او مسيحي او يهودي ، والفكر المنحرف ينتج إرهاباً وارهابيين ، فلماذا هذه الازدواجية في المعايير ، ولماذا هذا السلوك الدولي المعيب والمحيط في نفس الوقت ، .. اسرة مسالمة تقتل لا لشيء الا لأنها مسلمة على يد شخص إرهابي متطرف باسم المسيحية والدفاع عن السيد المسيح ليستبيح دماء الأبرياء ، وهل نجد من يتهم المسيحية بالارهاب كما يتهم الاسلام من البعض ؟ ، ان ازدواجية المعايير والتعامل الانتقائي مع القيم هو جزء من الفكر المنحرف وهو جزء من العوامل المساعدة على نمو الإرهاب " .

 
نهاية الخبر - وکالة رسا للانباء