logo logo
  • تاریخ انتشار:‌ 1395/09/18 - 12:00 ق.ظ
  • چاپ
تتويج الإمام المهدي(عليه السلام)

تتویج الإمام المهدی(علیه السلام)

بعد شهادة الإمام العسكری(علیه السلام) فی 8 ربیع الأوّل 260ﻫ، توّج ابنه الإمام المهدی(علیه السلام) بتاج الخلافة والإمامة للمسلمین فی 9 ربیع الأوّل 260ﻫ

.

فرحة التتویج

تفرح الشیعة فی مثل هذا الیوم، وتقیم الاحتفالات لهذا التتویج؛ وذلك لأنّه أوّل یوم من إمامة وخلافة منجی البشریة، وآخر الحجج لله على أرضه، وتأمل أن یعجّل الله تعالى فرج إمام زمانها الإمام المهدی المنتظر(علیه السلام) فی أقرب وقت ممكن، لیملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعدما ملئت ظلماً وجوراً، كما بشّر بذلك جدُّه محمّد(صلى الله علیه وآله) فی أحادیث متواترة، نقلتها كتب المسلمین سنّة وشیعة.

عمره(علیه السلام) عند التتویج

تسلّم الإمام المهدی(علیه السلام) مهام الإمامة وهو ابن خمس سنین، فهو بذلك یكون أصغر الأئمّة(علیهم السلام) سنّاً عند تولّیه الإمامة، ولیس هذا بدعاً من الأُمور فی تاریخ الأنبیاء والرسل وأئمّة أهل البیت(علیهم السلام.(

فقد سبق الإمام المهدی(علیه السلام) بعض أنبیاء الله تعالى، كعیسى ویحیى(علیهما السلام) وفق نصّ القرآن الكریم بعمر ثمان سنین، وسبقه جدّه الإمام الهادی(علیه السلام) لتسلّم الإمامة وكان عمره ثمان سنین، وسبقه الإمام الجواد(علیه السلام) وعمره الشریف سبع أو تسع سنین.

فلا یؤثّر صغر السنّ فی قابلیة الإفاضة الربّانیة على الشخص، ولذا نرى الذین ترجموا للإمام المهدی(علیه السلام) من علماء المذاهب الإسلامیة قد اعتبروا تسلّمه للإمامة وهو فی هذا السنّ ـ خمس سنین ـ أمراً عادیاً فی سیرة الأئمّة(علیهم السلام.(

قال ابن حجر الهیثمّی الشافعی فی ذیل ترجمته للإمام الحسن العسكری(علیه السلام): «ولم یخلّف ـ الإمام العسكری ـ غیر ولده أبی القاسم محمّد الحجّة، وعمره عند وفاة أبیه خمس سنین، لكن آتاه الله فیها الحكمة»(1.(

وقال الشیخ عبد الرحمن الجامی الحنفی فی مرآة الأسرار، فی ترجمة الإمام المهدی(علیه السلام): «وكان عمره عند وفاة والده الإمام الحسن العسكری خمس سنین، وجلس على مسند الإمامة، وكما أعطى الحق تعالى یحیى بن زكریا الحكمة والكرامة فی حال الطفولیة، وأوصل عیسى بن مریم إلى المرتبة العالیة فی زمن الصبا، كذلك هو فی صغر السنّ، جعله الله إماماً، وخوارق العادات الظاهرة له لیست قلیلة بحیث یسعها هذا المختصر»(2(

ومن یلاحظ هذا الشیخ الأخیر الجامی الحنفی یستند إلى تجارب الأنبیاء السابقین(علیهم السلام) التی تنفی أن یستبعد أحد الإمامة عن الصغیر مادام الإمام مخصوصاً ومسدّداً من الله تعالى فی صغره بالكرامات فضلاً عن كبره، لا یمكن صدورها عن غیر الإمام، وقد كان جملة منها فی زمان إمامة أبیه(علیه السلام)، وبعضها الآخر فی زمان إمامته(علیه السلام).

وكان أوّل مهامه بعد تسلّمه الإمامة الصلاة على أبیه الإمام العسكری(علیه السلام) فی داره، وقبل إخراج جسده الطاهر إلى الصلاة الرسمیة التی خطّطتها السلطة الجائرة آنذاك، وكان ذلك أمراً مهمّاً فی إثبات إمامته المباركة، حیث لا یصلّی على الإمام المعصوم إلّا الإمام المعصوم.

مستحبّات هذا الیوم

یستحبّ فی هذا الیوم الإنفاق والإطعام، والتوسعة فی نفقة العیال، فقد روی أنّه من أنفق فی الیوم شیئاً غفر الله له ذنوبه، ویستحب لبس الجدید والشكر والعبادة، وهو یوم نفی الهموم والغموم والأحزان.

 

مطالب مشابه